سقط الهاتف من بين يدي إلهام بعدما اتصلت بها منى وأخبرتها بالتصرف الذي قام به ابنها.
أمسكت إلهام بالهاتف هاتفة بجدية امتزجت بالذهول الذي شعرت به بعدما سمعت كلام شقيقتها:
-“اهدي يا مني وبلاش تخافي، أنا هتكلم مع رامز أول ما يرجع وإن شاء الله هخليه يجي يتأسف ليكِ ولنادين”.
هتفت منى بحرقة قبل أن تقوم بإنهاء المكالمة:
-“حسبي الله ونعم الوكيل في ابنك يا إلهام، نادين منهارة لحد دلوقتي بسببه وعلى العموم هو خلاص مبقاش يلزمها بس عايزة أقولك حاجة ياريت تقوليها لرامز لما يرجع البيت وهي أن كما تدين تدان ولو بعد حين، وربنا هيسلط عليه اللي يجيب حق بنتي منه”.
كادت إلهام تتحدث ولكن انقطع الخط فزفرت بضيق وأرادت أن تتصل بشقيقتها مرة أخرى ولكنها توقفت ووضعت الهاتف جانبا بعدما رأت ابنها الذي دلف من باب الشقة والذي تأكد من معرفتها لكل ما جرى بعدما رأى ملامح وجهها المحتقنة.
هبت إلهام واقفة صارخة في وجه رامز بعصبية نتجت عن تلك الكارثة التي اقترفها في حق ابنة خالته التي أحبته كثيرا وكان جزاء هذا الحب هو الخذلان بهذا الشكل البشع:
-“أنت اتجننت يا رامز ولا جرى لعقلك حاجة؟! إزاي قلبك طاوعك تسيب بنت خالتك قبل فرحكم بأسبوع؟!”
زفر رامز بسأم صائحا بنبرة حازمة فهو قد قرر ألا يخضع لضغوطات والدته مرة أخرى مهما حدث:
-“أنا مش بحبها كزوجة وشايف أننا مش هينفع نكون مع بعض فأرجوكِ يا ماما بلاش تضغطي عليا أكتر من كده لأن أصلا كل اللي إحنا فيه دلوقتي ده بسببك أنتِ”.