مر أسبوع على هذا الوضع، حيث إن محمدًا لا يزال مستمرا في تجاهل هانيا التي طفح كيلها وانفجرت في وجهه صارخة بعصبية:
-“مالك يا أستاذ؟! قالب بوزك ليه على الصبح؟!”
رفع محمد أحد حاجبيه قائلا ببرود:
-“أنتِ عايزة مني إيه بالظبط يا هانيا، هو أنا كنت كلمتك أو عملتلك حاجة عشان تقوليلي قالب بوزك ومش قالب بوزك!!”
استكمل محمد حديثه بنفاذ صبر فهو لم يعد يطيق رؤيتها أمامه بعدما سمع كلامها القاسي في المستشفى:
-“لو مش عاجبك الوضع اتفضلي مع ألف سلامة روحي بيت أبوكِ وريحيني وريحي نفسك”.
استنكرت هانيا النبرة التي يتحدث بها خاصة وهي ترى أنها تتحامل على نفسها كي تتقبل وضعه ومن المفترض
أن يكون ممتنا لها ولا تسول له نفسه تعنيفها أو الصراخ في وجهها بتلك الطريقة وكأنه سيد اشتراها من سوق الجواري:
-“أنت إزاي تتجرأ وتكلمني بالطريقة دي!! مش كفاية عليا أني مستحملة منظرك المشوه اللي بيحسسني بالقرف
ده غير أنك كل شوية محتاج مساعدة عشان تتحرك وبعد كل ده جاي تشخط فيا؟!”
استكملت هانيا كلامها القاسي دون أدنى مراعاة لمشاعر محمد الذي تألم كثيرا على الرغم من عدم تفاجأه بحقيقة
مشاعرها التي تبدلت بعد الحادث الأليم الذي تعرض له:
-“اللي زيك أصلا المفروض يحمد ربنا أن معاه واحدة مستحملة تبص في خلقته بس نقول إيه مش كل الناس بتقدر قيمة النعمة اللي في إيديها ودايما لازم نلاقي شوية كده بيتبتروا ومش بيقدروا”.
هل هذا هو الجزاء الذي يستحقه؟! عشقها وتغاضى عن كثير من عيوبها وعندما مرَّ بمحنة قاسية واحتاج إلى دعمها تخلت عنه وعايرته بأثار الحادث الأليم الذي مرَّ به.
أقسم أنه لن يسامحها مهما حدث حتى لو قامت بتقبيل قدمية وذرفت أمامه أنهارا من الدموع فهو ليس ذلك