-“ربنا يكون في عونك أنت ومراتك يا رامز، بجد أنا مش قادرة أستوعب أن المخزن اتحرق والحراس اتقتلوا”.
أغمض رامز عينيه وأجهش في نوبة بكاء جعلت عيني والدته تتسعان بشدة لأن هذه هي المرة الأولى التي ترى بها ابنها يبكي بهذه الطريقة.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
لاحظت جميلة شحوب وجه ابنتها والدموع الحبيسة داخل مقلتيها والتي كانت تعتقد في البداية أنها نتيجة للحزن على ما حدث لمحمد ولكن عندما دققت النظر وجدت نظرات ابنتها مليئة بالقهر.
هزت جميلة كتف سمية برفق وهي تتساءل بصوت خافت وتمنت ألا يصدق إحساسها بشأن السبب الذي جعل ابنتها تلتزم الصمت ولا ترغب في الحديث عما يجري معها:
-“مالك يا حبيبتي فيكِ إيه؟! شكلك مش عاجبني خالص من ساعة ما روحتي شقتك ورجعتِ منها، هو فيه حد
ضايقك من أهل جوزك؟”
شعرت سمية وكأن والدتها قد تمكنت من قراءة أفكارها وعلمت بالاتهام الفظيع الذي وُجِّه لها على لسان كل من كريم ووالدته.
أشاحت سمية بوجهها وهتفت بهدوء ظنت من خلاله أنها ستخدع والدتها:
-“مفيش أي حاجة يا ماما أنا كويسة، كل الحكاية أن صعبان عليا أخويا واللي جراله”.