انتفض رامز ونهض من مكانه وهو يصيح بفزع ممسكا بالهاتف بصعوبة شديدة نتجت عن الصدمة التي تعرض لها بعدما أتاه هذا الاتصال:
-“هو إيه ده اللي اتحرق؟! إزاي وإمتى الكلام ده حصل؟!”
نظرت له داليا التي كانت تلاعب ابنها باستغراب وحاولت أن تستفسر منه عما حدث ولكنه لم يمنحها أي إجابة بل خرج بسرعة من المنزل دون أن يرد عليها.
وصل رامز إلى مخزنه الذي صار ركامًا وأحاط رأسه بكفيه دليلا على حسرته، فقد خسر البضاعة التي اشتراها
بأموال طائلة في لمح البصر.
وقع بصره على جثث الحراس الذين لقوا مصرعهم في هذا الحادث المؤلم وهم يؤدون عملهم بمنتهى الأمانة.
قام المسعفون بنقل الجثث إلى سيارة الإسعاف، وحضرت قوات الشرطة وقامت بمعاينة موضع الحادث، ثم توجه
أحد الضباط نحو رامز وسأله بنبرة جادة:
-“واضح جدا أن الحريق كان بفعل فاعل لأن فيه أثار بنزين والسؤال ليك يا أستاذ رامز، أنت ليك أعداء شاكك أن
ممكن يكون ليهم يد في اللي حصل؟”
هز رامز رأسه بنفي وهو يشعر بحيرة لا يمكن وصفها؛ لأنه ليس لديه أعداء من الممكن أن يسعى أحدهم للقيام بهذا العمل الإجرامي من أجل تدميره.