رفعت نادين حاجبيها هاتفة بتساؤل:
-“أنتِ تقصدي إيه يا ماما بالظبط من الكلام ده؟!”
جلست منى بجوار ابنتها وربتت على كتفها وهي تجيب برزانة:
-“قصدي أن جه الوقت المناسب عشان تغيظي كل الناس اللي شمتت واتريقت عليكِ بعد ما رامز سابك وقالوا أنك هتبوري واتسببوا في أنك تفضلي فترة طويلة قاعدة في البيت ورافضة أنك تخرجي منه”.
اقتربت منى برأسها من وجه ابنتها وهي تهمس بجدية:
-“فكري كده في منظرك قدام الناس اللي عايروكِ قبل كده بعد ما تتخطبي لآدم اللي هو أصلا معيد في الجامعة وهيناقش الدكتوراه قريب ده غير مستواه المادي اللي أحسن من مستوى رامز مليون مرة”.
وبالفعل فكرت نادين في حديث والدتها وأخذت القرار الذي لم تتوقع أن تقدم عليه.
لقد حان الوقت حتى تنتقم من الجميع وترد اعتبارها أمام داليا التي استغلت جمالها حتى تخطف رامزًا منها.
ابتسمت نادين عندما تخيلت مظهر داليا التي سوف تصاب بصدمة شديدة بعدما تعلم بارتباطها من آدم فهي ستثبت لها أن تلك الفتاة التي نعتتها بالقبيحة قد تمكنت من الحصول على زوج أفضل بكثير من رامز.
فكرت نادين في كل ما جرى معها في الماضي فهي نفسها الفتاة التي أحبت بصدق وانتظرت يوم زفافها حتى تفرح مثل بقية الفتيات ولكن تدمرت جميع أحلامها في لحظة واحدة ويتوجب عليها الآن أن تتزوج رغما عنها برجل سبق ورفضته؛ لأن قلبها لم يعد بإمكانه أن يحتمل مزيدا من الألم والخذلان.
أومأت نادين هاتفة باقتناع بعدما سألتها والدتها عن رأيها:
-”أنتِ عندك حق يا ماما، جه الوقت اللي لازم أرد فيه اعتباري قدام الكل”.
اختفت مشاعر التردد التي كانت تشعر بها نادين فهي قد اتخذت قرارها بعدما حكَّمت عقلها وقامت بتنحية قلبها
الذي خذلها من قبل عندما أحبت رامزًا وكان جزاء هذا الحب هو سحق قلبها بمنتهى القسوة.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
-“خلصتِ يا داليا ولا لسة؟”