كزت نادين على أسنانها وهي ترد بنبرة هادئة محاولة قدر المستطاع ألا تغضبه حتى لا يقوم بإيذائها:
-“أنا مش موافقة عليك أصلا؛ لأني مش عايزة أتخطب دلوقتي”.
صرخت نادين بعدما أخرج حمودة المدية ولوح بها أمام وجهها صائحا بحدة:
-”نعم يا أختي!! سمعيني كده أنتِ قولتي إيه؟! اسمعي يا بنت أنتِ، أنا خطوبتي عليكِ هتكون الخميس الجاي ولو رفضتِ هقطع وشك ده بالمطوة وابقي قابليني لو حد بص في خلقتك بعد ما أعمل فيكِ كده”.
استطرد بنبرة هازئة وهو ينظر إلى ملامحها التي يظهر عليها الذعر:
-“وبعدين احمدي ربنا أصلا أني بصيت في وشك بعد ما ابن خالتك سابك لأنه أخد منك اللي هو عايزه من غير جواز وأنتِ مبقاش ليكِ لازمة بالنسبة ليه”.
لم تتمالك نادين أعصابها بعدما سمعت كلمات حمودة الذي طعن في شرفها ولهذا السبب رفعت كفها وهبطت
على وجنته بصفعة قوية أدارت وجهه للجهة الأخرى.
توحشت نظرات حمودة بعدما تلقى هذه الصفعة فأخذت نادين تتراجع للخلف بينما هو يتقدم نحوها وهو يشهر المدية في وجهها مؤكدا لها من خلال نظراته أنه سوف يقضي عليها في خلال لحظات لأنها تجرأت على إهانته أمام
نساء منطقته اللواتي يتابعن ما يحدث من خلال نوافذ منازلهن.
يتبع….
شهقت نادين عندما أوشك حمودة على طعنها بالمدية ولكن ظهر أمامها آدم الذي أمسك بحمودة وانتشل منه
المدية وأخذ يضربه بقوة تحت نظرات بعض النسوة اللواتي يشاهدن ما يحدث وهن يشعرن بالشماتة في حمودة الذي لطالما بث الرعب في نفوسهن.
حاولت نادين إبعاد آدم عن حمودة بعدما لاحظت أنه بالغ في ضربه له ومن الممكن أن يزهق روحه من شدة الضرب الذي يوجهه نحوه.
دفعت نادين آدم صارخة بحدة بسبب استمراره في تسديد اللكمات لحمودة على الرغم من أنها حاولت إيقافه:
-“بس بقى يا آدم كفاية عليه كده، أنت لو فضلت تضرب فيه بالطريقة دي ممكن تموته في إيدك وتودي نفسك في ستين داهية”.
نظر آدم نحوها بقسوة مستنكرا قيامها بتلك المحاولات لإنقاذ حمودة من بين يديه ثم قال بهدوء غريب: