-“طيب ممكن لو سمحت تخليني أكلمه؟”
رفض محمد طلبها بقوله:
-“للأسف الشديد يا نادين، أنا مش هينفع أخليكِ تكلمي آدم دلوقتي خالص”.
عادت نادين للبكاء ظنا منها أن آدم يرفض الحديث معها وأن محمدًا لا يريد أن يخبرها بهذا الأمر حتى لا يجرحها:
-“أرجوك يا محمد، اتكلم معاه وحاول تقنعه بأنه يتكلم معايا”.
تحدث محمد بحزن نافيا ظنها:
-“آدم تعبان يا نادين، هو عنده دور سخونية شديدة جدا ونايم دلوقتي وعشان كده هو مش هينفع يتكلم معاكِ”.
صاحت نادين بقلق بالغ وهي تحاول أن تتماسك قدر المستطاع ولكنها فشلت وانهار تماسكها تحت فكي ضميرها الذي أنبها بشدة وحملها مسؤولية جميع ما حدث لآدم:
-“طيب هو كويس وحرارته نزلت ولا لسة؟”
استشعر محمد خوفها فأشفق عليها وطمأنها بقوله:
-“الدكتور لسة ماشي دلوقتي، ووسام صاحبي راح يجيب الأدوية من الصيدلية وهو إن شاء الله حرارته هتنزل على بكرة الصبح”.
أنهت نادين الاتصال دون أن تسمع كلمة إضافية وأمسكت حجابها وارتدته بسرعة ثم حملت حقيبتها وتوجهت نحو
باب الشقة ولكن أوقفتها والدتها قائلة:
-“أنتِ رايحة فين دلوقتي يا نادين؟”.
التفتت لها نادين وأجابت بهدوء وهي تقوم بمحو بقايا الدموع العالقة بمقلتيها:
-“رايحة على شقتي يا ماما، آدم تعبان أوي وعنده سخونية شديدة جدا ولازم أروحله”.