على زواجها التعيس:
-“والنبي يا ماما خليكِ ساكتة عشان أنا والله مش ناقصة نقطة كفاية عليا الحِزن اللي أنا فيه والهم اللي البيه جوزي مطفحهولي ليل ونهار”.
التزمت فايزة الصمت وظلت تنظر بتحسر نحو شمس التي لم تكن تجد بالأمس من يقبل بالزواج بها بسبب
ظروفها المادية القاسية التي تمنعها من تجهيز نفسها.
وصل آدم برفقة زوجته إلى الحفل ورحب به محمد بشدة وفي هذه اللحظة حضر المأذون حتى يقوم بعقد القران.
هتف آدم وهو ينظر حوله في كل مكان باحثا عن العروس التي استحوذت على فؤاد ابن عمه:
-“أمال فين عروستك يا عم محمد، أنت مش ناوي تعرفني عليها ولا إيه؟!”
ابتسم محمد وسحب آدم من يده ثم سار برفقته نحو شمس التي كانت توليه ظهرها بسبب انشغالها في الحديث مع جارتها.
هتف محمد بهدوء قاصدا جذب انتباه شمس:
-“أحب أعرفك يا حبيبتي على آدم ابن عمي واللي أنا بعتبره أكتر من أخويا”.
التفتت شمس وهتفت بابتسامة متشفية وهي تنظر إلى ملامح آدم التي تبدلت إلى الصدمة والذهول بعدما رأى وجهها:
-“أهلا وسهلا بيك يا أستاذ آدم، شرفتنا جدا بوجودك وبموافقتك أنك تشهد على عقد جوازي من محمد”.
انعقد لسان آدم من هول الصدمة التي أصابته فمن الذي يمكنه أن يصدق أن الفتاة التي أحبها في الماضي وتحدى والده من أجلها سوف تصبح بعد مرور لحظات قليلة زوجة لابن عمه!!
يتبع….
ابتلع آدم ريقه بصعوبة وحاول أن يتماسك ويتمالك أعصابه حتى يتغلب على تلك الصدمة التي تلقاها للتو والتي جعلته يعتقد من خلال نظرات شمس أنها ليست صدفة بل هي خطة ماكرة دبرتها بعناية ونفذتها بمهارة.
هتف آدم بهدوء مصطنع وهو يرمق شمس بحدة؛ لأنها قررت أن تستغل ابن عمه حتى توجعه لأنه رفض العودة