أعطى إسلام لوالده وعدًا بعدم إخبار أحد عن لقائهما وجلس بجواره لبعض الوقت ثم أخذ الهدية وغادر عندما حان موعد انصرافه.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
اجتمع المارة حول سيارة هانيا وطلبوا لها الإسعاف التي حضرت في غضون دقائق وتم نقلها بسرعة إلى المستشفى.
وصلت هانيا إلى المستشفى وتم إدخالها مباشرة إلى غرفة العمليات بعدما تعرف عليها أحد الأطباء والذي اتصل
بعائلتها حتى يخبرهم بما جرى لابنتهم.
صرخت فريال بجزع بعدما سمعت كلمات الطبيب واتصلت على الفور بابنها وأعطته عنوان المستشفى وطلبت
منه أن يأتي إليها في أسرع وقت ممكن.
سار وسام في رواق المستشفى وتوقف حيث تجلس والدته أمام غرفة العمليات ثم سألها بقلق وهو يشاهد دموعها ودعائها للمولى عز وجل بألا يحرمها من ابنتها:
-“طمنيني يا ماما، هانيا عاملة إيه دلوقتي؟”
رفعت فريال رأسها تجيبه بحشرجة دون أن تتوقف عن البكاء:
-“أنا مش عارفة أي حاجة يا وسام لأنها لسة في العمليات ولحد دلوقتي مفيش أي حد طلع عشان يطمني”.
جلس وسام بجانبها وأخذ يطمئنها على الرغم من شعوره بالخوف ولكنه فعل ذلك حتى لا تسوء حالتها الصحية
فهي مريضة قلب ولا يمكنها أن تحتمل كل هذا الضغط على أعصابها.
مر ربع ساعة قبل أن يخرج الطبيب من غرفة العمليات وينزع الكمامة ثم توجه نحو وسام وهتف بجدية:
-“الحمد لله إحنا قدرنا نوقف النزيف اللي كان على المخ وهي هتتحط اليومين الجايين في العناية المركزة وبإذن الله هتمر المرحلة دي على خير”.