-“هو أنت على طول بتعيط كده، المرة اللي فاتت أنت عيطت والمرة دي برضه أنت عمال تعيط”.
استكمل الصغير حديثه وهو يعقد ساعديه أمام صدره:
-“بابا عزام قالي أن الرجالة مينفعش يعيطوا لأن الراجل اللي بيعيط يبقى ضعيف”.
شعر رامز وكأن أحدهم قد غرس خنجرا حادا في صدره بعدما سمع ابنه يطلق لقب “بابا” على عزام.
كز رامز على أسنانه وأقسم أنه لن يتراجع عن فكرة الانتقام مهما حدث، فهو لن ينسى أبدا ما فعلته به تلك المرأة الحقيرة التي حرمته من ابنه الوحيد فتبا لها وسحقا ولقلبه الذي عشقها في يوم من الأيام.
نظر سمير نحو صديقه بشفقة وتساءل كيف يمكن لامرأة أن تمتلك قلبا قاسيا إلى هذه الدرجة التي تجعلها تحرم
ابنها من والده الحقيقي وتحضر رجلا أخر حتى يمارس مع طفلها دور الأبوة؟
ربت رامز على كتف ابنه وتحدث بعدما تمكن من السيطرة على دموعه:
-“هو عزام بيعاملك كويس وبيحبك وبيشتري ليك كل الألعاب اللي أنت عايزها؟”
هز إسلام رأسه بنفي وظهرت ملامح الحزن على وجهه وهو يقول:
-”لا، هو مش بيحبني وبيفضل يشتمني ويضربني لما ماما بتكون برة البيت ومش بيجيب ليا هدايا خالص”.
داعب رامز شعر ابنه وهو يبتلع غصة مريرة في حلقه فقد حرمت داليا ابنها من والده الذي يحبه وجعلته يعاني مع
زوجها الذي لا يعرف قلبه سوى القسوة والجحود.
أخرج رامز الهدية التي أحضرها لإسلام ووضعها أمامه قائلا بابتسامة حاول من خلالها أن يبدد الحزن الذي ظهر على وجه الصغير بعدما جلب سيرة عزام:
-“طيب بص يا سيدي، أنا هعمل معاك اتفاق حلو أوي، إيه رأيك نبقى أصحاب ونتقابل على طول من غير ما أي حد يعرف وهجيبلك كل الهدايا اللي أنت نفسك فيها”.
استغرب الصغير وسأله: