هتفت هانيا بذهول وهي تتأمله وكأنها ترى شخصا غريبا عنها وليس الرجل الذي أحبته وتزوجته في يوم من الأيام:
-“اتغيرت أوي يا محمد، أنت عمرك ما كنت بتفكر بالطريقة دي”.
أجل لقد تغير كثيرا وصار شخصا متحفظا للغاية بعدما زارته شيري في منزله واعترفت له بحبها فقد أخذ يلوم
نفسه حينها لأنه سمح لها بالدخول إلى الشقة ولكنه ظن أنها أتت حتى تتمنى له الشفاء ولم يكن يتصور أنها متبجحة إلى هذا الحد!!
نظر محمد نحو هانيا قائلا بهدوء:
-“مفيش حد مش بيتغير يا هانيا، ظروف الحياة كفيلة أنها تغير أي شخص”.
في هذه اللحظة ظهرت شمس التي خرجت من المصعد وتوجهت نحو محمد وهي تسبه بأفظع الألفاظ قائلة:
-“ممكن أفهم أنت مين أداك الحق يا حيوان في أنك تدفعلي مصاريف علاج أختي؟!”
التفتت هانيا نحو شمس ونظرت لها بذهول بينما محمد كز على أسنانه بغضب فهو لا ينقصه شتائم شمس التي تبدو غاضبة للغاية.
استمرت شمس في توجيه الشتائم لمحمد فزجرتها هانيا بعصبية شديدة:
-“إيه الوقاحة بتاعتك دي!! مش معنى أن أنتِ واحدة جاية من الشارع أنك تيجي هنا وتتكلمي بالأسلوب الهمجي ده”.
رفعت شمس حاجبيها وتحدثت وهي ترمق هانيا بازدراء:
-“هو فيه حد كلمك ولا وجهلك كلمة واحدة يا بتاعة أنتِ عشان تدخلي في اللي ملكيش فيه؟! أنا كلامي موجه
للحيوان ده مش ليكِ”.
أنهت شمس حديثها وهي تشير نحو محمد فانفعلت هانيا وصاحت بغضب:
-“اللي أنتِ بتشتميه ده يبقى جوزي يا تربية شوراع وأنا مش هسمحلك تتكلمي معاه بالأسلوب ده”.