احتاجت أي مصاريف تانية”.
اختفت ابتسامة شمس ورمشت بعينيها عدة مرات قائلة:
-“محمد هو اللي دفعها!! هو مفكر نفسه هيشتريني بفلوسه!! طيب والله لأوريه وهخلي اللي ما يشتري يتفرج عليه”.
انصرفت شمس بسرعة فضربت الموظفة كفيها ببعضهما هاتفة باستنكار:
-“ده إيه الهبل اللي هي بتقوله ده؟! واحدة غيرها كانت زمانها راحت شكرته لأنه ساعدها ولولاه كان زمان المستشفى منعت خدماتها الطبية عن أختها”.
صمتت الموظفة فجأة بعدما رأت شمس التي عادت إليها بملامح متجهمة تسألها بضيق:
-“بما أن الأستاذ محمد قالكم تتصلوا بيه فهو أكيد ساب عنوانه أو رقم تليفونه فممكن لو سمحتِ تديني العنوان عشان أروح أشكره بنفسي”.
على الرغم من عدم ارتياح الموظفة لنبرة شمس إلا أنها استجابت لها ومنحتها عنوان منزل محمد الذي كان قد قام
بتدوينه في وقت سابق أثناء فترة تلقيه العلاج في المستشفى.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
انتظر رامز من الصباح الباكر أمام الحضانة حتى يرى ابنه وجها لوجه ويشبع عينيه منه.
عقد رامز حاجبيه باستغراب بعدما رأى أحد أصدقائه القدامى وهو يقف أمام العاملين ويلقي عليهم الأوامر بطريقة جعلته يدرك أنه مدير هذه الحضانة.
ابتسم رامز بشدة وخرج من سيارته وتوجه نحو صديقه القديم وهو يمد له يده قائلا بفرحة:
-“أنا مش مصدق الصدفة الجميلة دي يا سمير وعمري ما كنت أتخيل أن سمير رسلان مدير الحضانة هو نفسه
صاحبي اللي كان معايا في الكلية!!”
تفاجأ سمير كثيرا من رؤية رامز ولكنه فرح بوجوده وهتف وهو يصافحه بحرارة:
-“رامز منصور!! فينك يا راجل أنا بقالي كتير أوي مش بسمع أي أخبار عنك؟”
أجاب رامز من وسط سعادته بهذه الصدفة التي سوف تسهل عليه مسألة رؤية ابنه والتحدث معه دون وجود أي عوائق:
-“أنا الحمد لله كويس بس مشغول في الشركة بتاعتي”.
أومأ سمير وأخذ يهنئه بقوله:
-“ألف مبروك وربنا يوفقك ويعوض عليك اللي حصل قبل كده”.
أشار سمير لصديقه أن يتبعه إلى مكتبه وبالفعل استجاب رامز وتبعه ثم جلس على الكرسي واضطر إلى شرب
فنجان من الشاي استجابة لإلحاح سمير عليه.
تنهد رامز ليحدث صديقه بجدية:
-“فيه حكاية تانية أنا مشغول فيها غير شغلي في الشركة والموضوع ده مفيش حد يقدر يساعدني فيه غيرك”.