تمتمت سمر بيأس وهي تشدد من احتضان شقيقتها التي تسعى لحمايتها من قسوة بعض البشر الذين تجردوا من إنسانيتهم وصاروا يسخرون من معاناة غيرهم:
-“أنت بتضحكي عليا ولا على نفسك يا شمس، كل الدكاترة قالوا أن مفيش أمل في أني أرجع زي الأول”.
وضعت شمس كفها على شفتي شقيقتها قائلة بحزم:
-”أنا مش عايزة أسمع منك الكلام ده تاني يا سمر، مفيش حاجة ملهاش علاج وأنا هدور وهلف على أحسن الدكاترة لحد ما نلاقي الدكتور الشاطر اللي هيعرف يعالجك”.
وبالفعل بذلت شمس كل ما في وسعها واستطاعت بعد بضع سنوات التواصل مع طبيب ماهر أكد لها أنه بإمكانه مساعدة شقيقتها ولكن الأمر سيتطلب خضوع سمر لعدة عمليات وكل عملية سوف تحتاج إلى كثير من الأموال
ولم تتمكن شمس من تدبير المبلغ الكافي لتغطية ثمن جميع العمليات التي من المفترض أن تجريها شقيقتها بدءا من الأسبوع القادم.
وصلت شمس إلى المستشفى التي يوجد بها الطبيب المسؤول عن علاج شقيقتها وذلك حتى تسدد جزءً من المصروفات بعدما وعدته أثناء اتصالها به أنها سوف تقوم بتسديد الجزء الباقي الخاص بأخر ثلاث عمليات قبل أن
يحين موعد إجرائهم.
نظرت لها الموظفة باستغراب وقالت:
-“مصاريف إيه يا فندم اللي أنتِ بتسألي عليها؟! كل الفلوس اندفعت من يومين”.
هتفت شمس بدهشة وقد ظهر على وجهها ابتسامة واسعة ظنا منها أن عمها قد ندم على ما فعله وقرر مساعدتها
بعدما تبرأ منها ومن شقيقتها وأخبرهما أنه غير ملزم بهما بأي شكل من الأشكال:
-“اندفعت إزاي بس وأنا لسة بجمع الفلوس عشان أدفعها؟!”
أجابت الموظفة بهدوء مستنكرة استغراب شمس وعدم معرفتها بالأمر:
-“الأستاذ محمد رفعت عز الدين هو اللي سدد كل مصروفات أختك وطلب مننا أننا نبلغه فورا لو المستشفى