استقلت شمس سيارة أجرة وهي تشعر بحزن شديد بعدما فشلت في تدبير ثمن العمليات التجميلية التي من المفترض أن تجريها شقيقتها حتى تستعيد شكل وجهها الطبيعي مرة أخرى.
خرجت الدموع من عيني شمس وهي تتذكر الحادث الأليم الذي تعرض له والدها الراحل عندما أخذ سمر لكي
يشتري لها بعض الهدايا بمناسبة نجاحها وتفوقها في امتحانات الصف الأول الإعدادي ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان فقد انقلبت بهما السيارة واحترقت وتسببت تلك الحادثة في موت والد شمس وتشويه وجه وجسد شقيقتها التي كانت لا تزال طفلة صغيرة لا يمكنها أن تحتمل تنمر زملائها عليها.
عانت سمر كثيرا في دراستها بسبب حدوث هذا التشوه وسخرية الأولاد منها ووصفهم لها بالقبيحة المقززة وهذا
الأمر دفعها للتفكير في الانتحار ولكن استطاعت شمس إنقاذها في اللحظة الأخيرة.
أخذت سمر تحاول إبعاد شمس عنها وهي تصرخ بقهر بسبب كلمات التنمر التي تتردد في أذنيها دون توقف وكأنها طنين سُلط عليها حتى يزيد من عذابها:
-“سيبيني أموت يا شمس، أنا مش عايزة أعيش تاني، كفاية عليا كل اللي شوفته في حياتي لحد دلوقتي”.
احتضنت شمس شقيقتها وأخذت تبكي بشدة قائلة بإصرار:
-“أنا مش هخليكِ تتعرضي للتنمر مرة تانية؛ لأن تعليمك كله من النهاردة هيبقى منزلي ومش هتروحي غير على الامتحانات، وأنا بوعدك دلوقتي أني هشتغل أكتر من شغلانة عشان أجيب فلوس تتعالجي بيها وترجعي أحلى من الأول”.