-“ده معناه أن كان فيه شخصين عايزين يصيبوا كريم وواحد من الاتنين دول الطلقة بتاعته أصابت أما التاني ففشل في التصويب، واضح كده أن كريم عامل كذا بلوة وعشان كده هو عنده أعداء كتير”.
اقتنع زميله بهذا التحليل؛ لأنه لا يوجد سبب منطقي غير هذا السبب الذي يفسر وجود رصاصة من نوع مختلف في
المكان نفسه الذي تعرض فيه كريم لإطلاق النار.
يتبع….
دق صوت الجرس فتوجهت سمية نحو الباب لتفتحه حتى ترى من الطارق ولكنها لم تجد أحدا وتفاجأت بوجود
باقة بها كومة كبيرة من الأزهار موضوع وسطها بطاقة صغيرة.
أمسكت سمية بالباقة ورفعت حاجبيها وهي تقرأ الكلمات المكتوبة في البطاقة والتي كُتب بها:
“صباح الورد يا أجمل وردة رأتها عيناي، يا من أسرتِ قلبي من النظرة الأولى”
توجهت سمية بسرعة نحو غرفتها قبل أن ترى والدتها الباقة وتظل تطرح عليها الأسئلة لأكثر من ساعة مثلما حدث في المرة السابقة.
أجل، فهذه ليست المرة الأولى التي تتلقى بها سمية باقة أزهار من شخص مجهول لم يقم بكتابة اسمه على
البطاقة ظنا منه أنه بهذا التصرف لن تتعرف عليه.
وضعت سمية الباقة في خزانتها وضربت كفيها ببعضهما متسائلة باستغراب:
-“أنا مش فاهمة إيه شغل النحنحة ده، هو ليه الرجالة شايفين أن عقولنا صغيرة أوي كده وأن التصرفات الغريبة
دي بتفرحنا وتبسطنا منهم!!”
تمتمت سمية وهي تنظر إلى زهور الباقة السابقة التي اعتنت بها ووضعتها في ماء مضاف إليه بعض السكر حتى تحافظ عليهم:
-“الغبي مفكر أني كده مش هعرف أن هو اللي بيبعتلي الورد على طول واللي اضطريت بسببه أكدب على ماما المرة اللي فاتت وأقولها أنها هدية من واحدة صاحبتي”.
لمست سمية أطراف إحدى الوردات وهي تبتسم ابتسامة بلهاء مستكملة حديثها مع نفسها بنبرة يشوبها تأنيب
الضمير:
-“أنا بجد مش عارفة أعمل إيه وحاسة أني متلغبطة أوي، من ناحية شايفة أن سكوتي على عمايله ده تصرف غلط مني ومن ناحية تانية حاسة أنه بيحبني فعلا وأنه مش زي مراد الواطي”.