جميع الرجال الذين عرفتهم فهم من كانوا يسعون للتحدث معها وليس العكس:
-“إذا كنت شايف أن أنا مش هنفع أكون أم لأطفال يتشرفوا بيا فأحب أقولك أن الأستاذة هانيا مش أحسن مني بل على العكس هي أحقر مني بمراحل كتيرة”.
سكتت شيري تلتقط أنفاسها قبل أن تتابع من وسط شهقاتها المتلاحقة:
-“الحلوة اللي أنت حبيتها وكنت عايز تكمل حياتك معاها قالت عليك أنك واحد واطي وأنك اتجوزتها عشان فلوس أهلها وأنها سابتك لما اكتشفت حقيقتك لما أنت حاولت تقلبها وفشلت”.
بهت وجه محمد من شدة الصدمة فهو لم يكن يتوقع أن يصل مستوى حقارة هانيا إلى هذه الدرجة التي جعلتها
تشوه سمعته وتنعته بهذه الصفات الوضيعة.
نظرت شيري إلى صدمته بشماتة فقد أشعرتها خيبة أمله بقليل من الراحة بعدما كسر قلبها وأعلن عن رفضه لها:
-“تحب أقولك يا محمد هي قالت عليك إيه تاني؟ هانيا اتسببت في أن كل الناس تشوفك مش راجل وأنك واحد
انتهازي وقذر”.
انفعل محمد بشدة وأشار لها نحو باب الشقة صارخا بصوت قوي دب الذعر في قلبها:
-“مش عايز أسمع منك ولا كلمة زيادة، اطلعي برة بيتي حالا”.
حملت شيري حقيبتها وخرجت من الشقة بأقصى سرعة وهي تشعر بمزيج من الحقد والتشفي، فعلى الرغم من
تيقنها من حقيقة أن محمدًا لن يكون لها ولكنها سعيدة لأنه لن يعود إلى هانيا بعد كل ما جرى.
انتشل محمد من براثن تلك الذكرى القاسية صوت الجرس فنهض وفتح الباب وابتسم مرحبا بشقيقته التي أتت
لزيارته فجأة دون أن تخبره في وقت سابق بقدومها.
دلفت سمية إلى شقة أخيها بعدما فتح لها الباب ووضعت بعض الأغراض التي قامت بشرائها من أجله قائلة بابتسامة: