دلفت سمية إلى غرفتها بعدما انتهت من تناول العشاء وكادت تتسطح على السرير ولكن أوقفها هاتفها الذي صدع صوت رنينه فالتقطته بسرعة وابتسمت وأجابت على الفور عندما رأت اسم المتصل:
-“أيوة يا عم عبد الحميد، إزيك عامل إيه؟”
أجابها الرجل بابتسامة عريضة تكشف عن مدى حبه لها وتعاطفه معها بعد كل ما جرى لها:
-“أنا الحمد لله كويس يا بنتي، وحبيت أتصل بيكِ عشان أبلغك بموضوع مهم جدا”.
ضيقت سمية ما بين حاجبيها وهي تسأله بترقب:
-“اتفضل يا عم عبد الحميد، قولي موضوع إيه اللي عايزني فيه؟”
أجابها عبد الحميد وهو ينظر من نافذة شقته نحو ميرڤت وهي تحتضن ابنها بلوعة:
-“كريم رجع من سفره وهو موجود في البيت بتاعه، أنا شكيت من يومين في مسألة أنه هيرجع لما لقيت ميرڤت ولميس رجعوا من الإسكندرية بس قولت لنفسي بلاش أتصل بيكِ وأعشمك بحاجة قبل ما أتأكد بنفسي من الموضوع”.
ابتسمت سمية بظفر بعدما سمعت هذه الأخبار المبهجة، فهي قد طلبت من عبد الحميد وهو رجل مسن يسكن في البناية المقابلة لمنزل عائلة مراد، وكان هو الشخص الوحيد الذي تعاطف معها وصدقها عندما ادعت عليها ميرڤت أنها خانت مرادًا وحاولت التقرب من كريم.
تذكرت سمية عندما أصيبت بإحباط شديد إثر معرفتها بأمر سفر كريم حتى لا يناله شيء من تهديدات آدم ولكن