عاد رامز إلى منزله في وقت متأخر وهو يظن أن والدته قد خلدت للنوم ولكنه تفاجأ عندما وجدها مستيقظة وتجلس في الصالة منتظرة عودته.
اقترب منها رامز وانحنى مقبلا رأسها قائلا بابتسامة:
-“مساء الخير يا ماما، إيه اللي مسهرك لحد دلوقتي؟”
رفعت إلهام حاجبيها هامسة بأسف:
-”ممكن أفهم أنت ليه خبيت عليا يا رامز موضوع أنك بتروح لدكتور نفسي؟!”
ارتبك رامز بعدما تأكد من معرفة والدته بأمر الطبيب النفسي وأخفض رأسه متحدثا بخفوت:
-“أنتِ عرفتِ إزاي بالموضوع ده؟”
أجابته إلهام بشكل صريح ومباشر منتظرة منه سماع تفسير منطقي يبرر لها سبب إخفائه لأمر الطبيب النفسي:
-“في واحدة صاحبتي ساكنة في نفس العمارة بتاعة الدكتور اللي أنت بتروح عنده ولما شافتك وأنت بتدخل العيادة كذا مرة واتأكدت أنك فعلا مريض من المرضى بتوعه اتصلت بيا وقالتلي”.
جلس رامز أمامها وتنهد قائلا بحزن فهو لم يكن يريد أن تعلم والدته أي شيء عما يشعر به حتى لا تستنتج ما يدور في رأسه:
-“أنا مكنتش عايز أضايقك وعشان كده خبيت عليكِ الموضوع”.
نظرت إليه إلهام قبل أن تملس على رأسه هامسة بحنو في محاولة منها لمعرفة ما يفكر به ابنها، فهي منذ عرفت أنه يذهب إلى طبيب نفسي وهي تكاد تجزم أنه لم ينسَ ما حدث معه ويسعى للانتقام بشتى الوسائل الممكنة:
-“هو أنت لسه لحد دلوقتي بتفكر تنتقم من داليا عشان اللي هي عملته فيك؟”