نظر وسام بحزن شديد إلى صديقه الذي يعتمد على كرسي متحرك يمكنه من الحركة داخل شقته حتى لا يشعر بألم حاد في ظهره وساقيه.
جلس وسام على الأريكة قائلا بنبرة حاول أن يجعلها تبدو هادئة ولكنها أظهرت مدى الحزن الذي يشعر به بداخله:
-”ازيك يا محمد، عامل إيه دلوقتي؟”
ظهر القهر في ملامح محمد وهو يجيب:
-“أنت متوقع يا وسام شعوري هيكون عامل إزاي بعد ما عرفت باللي حصل مع أختي اللي مكنتش قادر أقوم أروح أجيب حقها من طليقها وعيلته الواطية لأني واحد مريض وعاجز”.
هتف وسام بتساؤل وهو يتطلع إلى حالة محمد المزرية:
-“أنت ليه رفضت يا محمد على اقتراح أنك تجيب ممرض يساعدك بعد ما اعترضت على اقتراح أن أختك ومرات أبوك يقعدوا معاك في شقتك ويخلوا بالهم منك؟!”
أجاب محمد بمرارة وهو يتذكر كلمات طليقته المهينة التي لم تفارق تفكيره:
-“سمية فيها اللي مكفيها ومرات أبويا صحتها على قدها وهتبقى قلة ذوق مني لما أطلب منها تيجي تخدمني ده غير أن أنا الحمد لله قادر أعتمد على نفسي ومش محتاج مساعدة من أي شخص”.
شعر وسام بالخجل من نفسه؛ لأن الغرض الرئيسي من زيارته لمحمد هو رغبته في التحدث معه بشأن علاقته بهانيا فهو كان يريد أن يقنعه بالرجوع إليها مرة أخرى قبل انقضاء فترة العدة، ولكنه تراجع وقرر ألا يقوم بهذا الأمر؛ لأن شقيقته لا تستحق زوجا مثل محمد بعدما كسرته وأهانته وهو نفسه لا يمكنه أن يسامحها على هذا الأمر فكيف يطلب من محمد أن يسامح وينسى الإهانة التي تعرض لها؟!
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
صرخت داليا بأعلى صوتها وأخبرت الجيران بأن رامزًا تهجم عليها في شقتها وأراد أن يجبرها على التنازل عن كل شيء حتى يقوم بتطليقها وحاول قتلها بعدما رفضت.
اتصلت داليا بالشرطة التي حضرت وألقت القبض على رامز وتم تحرير محضر ضده بتهمة الشروع في القتل