ارتشفت هانيا من العصير الموضوع أمامها ثم نظرت إلى صديقتها “شيري” وقالت:
-“بس يا ستي هو ده كل اللي حصل، محمد عشان يعوض النقص اللي بقى عنده بعد الحادثة بدأ يهيني ويقلل مني وأنا مقدرتش أستحمل الإهانة دي وعشان كده اتطلقت منه”.
أثنت شيري على موقف صديقتها قائلة بنبرة ماكرة:
-“أحسن حاجة عملتيها هي أنك سيبتي محمد لأنه بصراحة دمه تقيل أوي وهو أصلا بني آدم خنيق وقفوش وكان بيحاول دايما أنه يبعدك عني وعن باقي الشلة”.
هتفت هانيا بنبرة يشوبها كثيرًا من الغل؛ لأنها اضطرت للكذب على جميع أصدقائها وأوهمتهم بفكرة أنها هي من طلبت الطلاق من محمد وأكدت لهم أنه ظل يتوسل لها حتى لا تتركه:
-“عندك حق يا شيري في كل كلمة قولتيها وضيفي على كده كمان أنه بخيل جدا ودايما كان بيتخانق معايا لما
بشتري فساتين جديدة رغم أن الفستان بيكون رخيص جدا ومش غالي خالص”.
لوت شيري شفتيها هاتفة بامتغاض شديد فهي لا تكره في حياتها أكثر من البخل:
-“طالما بخيل فكويس أوي أنك بعدتي عنه لأنه واضح كده أنه كان متجوزك عشان طمعان في فلوسك ولما لقى
أنك ذكية وصعب أنه يضحك عليكِ بقى بيتخانق معاكِ عشان متطلبيش منه فلوس لما تكوني عايزة تشتري فساتين جديدة”.
هزت هانيا رأسها متظاهرة بصحة حديث شيري على الرغم من إدراكها التام لحقيقة أن محمدًا لم يكن يهتم بمسألة أموال عائلتها كما أنه قد رفض في كثير من المرات تلقي مساعدات مالية من والدها: