جلست أمنية على أقرب مقعد وهي تهتف بقرف:
-“أنا كان لازم أتوقع أن ده هيحصل من الأول؛ لأن داليا وأهلها ناس أصلهم واطي وكان غرضهم من الأول يكوشوا على كل حاجتك وهي أكيد فضلت تعيطلك وتقولك أهلك مش بيحبوني يا رامز وهيبهدلوني من بعدك وهيطردوني أنا وابنك من الشقة وأنت عشان متخلف روحت صدقتها وكتبت شقتك باسمها”.
لم يرد رامز على إهانة شقيقته لأنه كان واثقا تمام الثقة أنه يستحق أكثر من ذلك؛ لأنه تجاهل تحذيرات أفراد عائلته عندما أعلن عن رغبته في الزواج من داليا.
عاد رامز بذاكرته بضع ساعات للوراء عندما أخبر زوجته عن الحل الذي سيساعده في تجاوز الأزمة التي حلت عليه بعدما احترق المخزن بالبضاعة.
-“مفيش قدامي غير وسيلة واحدة تساعدني وهي أننا نبيع الدهب والشقة دي ولما ربنا يكرمني وأتخطى الأزمة الصعبة دي هبقى أعوضك وأجيبلك غيرهم”.
صاحت داليا بصوت جهوري مستنكرة بشدة فكرة بيع شيء من الهدايا التي أحضرها زوجها في المناسبات التي مرت عليهما من أجل مساعدته للخروج من محنته:
-“أنت اتجننت يا رامز!! دهب وشقة إيه اللي عايزني أبيعهم، هو أنت مفكرني متخلفة عشان أتخلى عن حاجتي بسهولة وأصدق أنك ممكن تعوضني!!”
بهت وجه رامز ورفع حاجبيه صائحا بصدمة شديدة تدل على عدم توقعه رؤية هذا الأسلوب الفظيع من زوجته
عندما يطلب منها بيع الهدايا التي قدمها لها:
-“إيه الأسلوب ده يا داليا؟! مش عايزة تبيعي الدهب براحتك بس أنا عايز أبيع الشقة لأني محتاج فلوسها وهبقى أجيب غيرها لما ربنا يسهل”.