حتى عادت السيدة مجيدة، تحمل بيدها بعض الأكياس المعبئة بالخضروات.
وسريعاً ما أخذت شذي من يدها ما تحمله، واستندت على كتفها بوهن، الي ان جلست على المقعد بجوار اختها.
-حمدلله على السلامه يا خالتو، ايه الحاجات الحلوه دي كلها.
مجيدة: ده خير ربنا يا حبيبتي، والنبي يا شذى روحي افتحي الباب على اخره لمالك عشان يقدر يدخل الحاجه.
شذي سريعاً :حاضر طبعاً، و هاشيل معاه كمان.
مجيدة: لاء ماتشليش حاجه، انتي بس افتحي الباب على وسعه وتعالي.
شذي :حاضر ثم استدارت هامسه لاء هاروح اساعده، يمكن لما يلاقيني بساعده يكلمني بطريقه كويسه.
همت بالخروج ذاهبة اليه، ولكنها رأته يحمل جوال كبير من الأرز على ظهره، ومن خلفه بعض الشباب، فأوسعت له الطريق مزيحة الباب للخلف.
واذا به يلقى الجوال من علي ظهره، ويقبض على معصمها مدخلها إليهم بقوة، وهو يلتقط أنفاسه.
مالك : الهانم دي رايحه فين كده ان شاء الله.
مجيدة منزعجة منه :كانت رايحه تفتحلك الباب، ولما عرفت انك هاتشيل حاجات تانيه كانت عايزه تساعدك، انت
بتزعق بقى كده ليه وماسكها كده ليه سيب ايدها لتكسرها.
نفض يده من عليها منفعلاً.
مالك : يا ستي مش عايز حد يساعدني، من فضلكم بقى ماحدش منكم يخرج بره.
ماجدة : وليه دا كله بس.
مالك بتبرير واضح : في رجاله بره واظن ماينفعش واحدة منكم توطي وتشيل، و لا تقف تمسك الباب، والشباب طالعين خارجين.
بعد أن كانت الدموع تترقرق في عيناها مهدده بالانزلاق على وجنتيها التي أصبحت كجمرة حمراء متوهجة، ابتسمت
حين لمست غيرته الواضحة عليها وعلى حرمة بيته.
شذي بأبتسامه مندمجه بالدموع: حاضر يا ابية مش هاخرج بره تاني، و وقفت تدلك معصمها الاحمر أثر ضغط يده عليه.
انجذب لوجهها الجميل دون ارادته لتفيقه والدته بحديثها…
مجيدة : ولو الباب اتقفل وانتو شايلين الحاجة هاتعمل ايه يا تاعب قلبي.
انتبه مالك لها وابتسم وهم بالخروج، وهو يعلق بمشاكسة.