-حاضر يا ابويا، انا طالع وراك اهو.
ذهب والده، وضحكت الجميلة التي لم يظهر منها شئ نظراً لفرق الطول والعرض بينهم،
كبلها داخل عبائته وأغلق عليها، ضحك أيضاً على ما تفعله تلك الشقية به.
-بتضحكي! منك لله يا شيخه، كنتي هتخلي شكلي ايه دلوقتي قصاد ابويا.
ألقت براسها على صدره، مستسلمه لضمته لها، لفها بين يديه بكل سهوله مشتاق لسحر عينيها.
مالك عاقداً حاجبيه
-اعمل فيكي ايه.
-حبني!
قالتها الساحرة الصغيرة مترجية، لينقض على شفتيها اخذهما في قبله طويلة حنونه عاشقه.
ابتعد عنها قليلاً و لم يتركها من يده، لتستند بجبهتها على صدره.
لفت يدها حول خصره، تمسكت بجلبابه من الخلف بتملك، كأنها طفلته تغير عليه ولا تريد سواه.
-انا بحبك اوي يا مالك، حبني نص ما بحبك بس، ماما قالتلي اوعي تشحتي حبه، بس انا مش عايزه حاجه من
الدنيا دي ولا عايزه حد يحبني غيرك انتَ.
تنهد الطبيب بصبر، ربت على ظهرها عدة مرات، ابعدها عنه قليلاً ليمازحها بالحديث.
-تعالي نطلع اوضتنا، احسن ما حد يقفشنا تاني…
-يعني بردو لسة مش عايز تصالحني، طب بلاش تصالحني، قولي انك بتحبني و بس.
الن يرق قلبك لي، الا تشفعلي لمساتك، الا تخبرك بأنك وحدك مالك فؤادي.
عفواً أيتها الصغيرة، فالطبيب عقله ليس بهين لهذه الدرجه، لن يرضخ لحبك بهذه السهولة
حاول التهرب من تيار عشقها، حل وثاقها مشيراً لها بالتقدم امامه مردفاً.
-يلا ياشذي اطلعي قدامي.
ثبتت قدميها و احنت رأسها، كمن تبحث عن شئ ضائع
-انا عايزة ارجع بيتي، مش عايزة اقعد هنا.