انار ضوء الغرفة، ملقي عبائته على مكتبه بأهمال، واتجه نحوها مباشرة.
مالك أمراً لها
-اتعدلي انا عارف انك صاحية.
اعتدلت جالسة، منحنية الرأس، شعرها منسدلاً على جانبي وجهها ليغطيه، و يحجب عنه رؤيته.
–
شايفك غيرتي لبسك و نمتي؟
بحركه سريعة لمت شعرايتها على جانب عنقها، رفعت له وجهها، ضاممه حاجبيها تعبيراً عن عدم فهمها!
-هو المفروض اعمل ايه في الوقت ده؟
اجتذبها من علي الفراش، و اوقفها بجواره.
-تقومي تكلميني كده زي ما بكلمك، مين اللي قالك تفتحي الشباك ده؟
تدللت الجميلة بشهقة مصطنعة، و وضعت يدها على صدرها، تحاول ايهامه بتعجبها مما يقول.
-انا!!
انا مش فتحت حاجه، دي رانيا هي اللي قالت عايزة تتفرج عليكم.
تركها من بين يده مبتعداً عنها، حاول شغل نفسه بشئ اخر، قبل أن تجذبه اليها بسحر عيناها الجميلة.
-لا يا شيخة بقى هي رانيا اللي فتحت الشباك؟
وقفت خلفه تماماً، لفت يدها حول خصره، مستندة برأسها على ظهره.
-اقولك الحق.
اغمض عينه متشوقاً لتيار عشقها، حل وثاق يدها و سحبها امامه، ليضمها اليه هامساً.
-قولي يا احلى كدابه…
التصقت به جيداً، كأنها تريد الدخول بين اضلعه، دست وجهها في صدره، حاولت الاختباء من عينه.
-عشان كنت عايزة اشوفك، و ابقى قريبة منك، انا مش بحس بالأمان، غير و انا معاك انت.
اهٍ يا قلب يتمزق من كثرة شوقه إليكي.
حاول الهروب من تيار حبها، دون أن يحزنها او يحزن نفسه اكثر من ذلك.
-طب ممكن تروحي تحضري العشا، علبال ما انزل اخد حمام.
ابتعدت عنه قليلاً وهمست،
-انت لسه ماصلحتنيش، انا عارفه انك مش هاتصالحني غير لما تسمعني، و تفهم كل حاجه.
-ايه اللي جاب السيرة دي دلوقتي؟
قالها مالك منفعلاً بعنف، ليرتجف جسدها برعب من صوته.