اومئت خالتها رأسها بالموافقه، وصعدو الاثنان للأعلى.
فتحت رانيا باب الغرفة و دلفت، تعلو وجهها ابتسامه عريضة.
انحنت بجزعها على الفراش لترقد طفلتها ودثرتها بالغطاء جيداً…
-يخرب عقلك يا شذى، انتي بجد سريعة التفكير، عرفتي تمشي اللي في دماغك برضو.
اتجهت شذي نحو النافذة، فتحتها ببطئ شديد حتى تتجنب نظرات الرجال بالأسفل، أو ربما تقابلها نظرته المنذرة عن غضبه.
-اه عارفة، بس مش عارفة ليه دايماً، تفكيري ده مش بيعجب مالك.
-انتو لسه برضو يا شذى؟
ألقت رانيا على مسامعها هذا السؤال، وهي تقف بجانبها، تلقى نظره هي الاخري على زوجها وابنها الصغير.
وقفت شذي متيمة به، بحركته السريعة، كاصقر قوي يبسط جناحيه يمتلك السماء، كان يتمايل بخفة و ينشد حافظاً الكلمات عن ظهر قلب…
شذي بحزن
-اه يا رانيا احنا لسة.
تعجبت الاخري منها فزادت من السؤال
-طب ليه هو مش النزيف خلاص؟
شذي بأيمائة
-ايوة بس يعني زي ما تقولي كده لسه بناخد على بعض.
رانيا متفهمه
-معاكم حق طبعاً، انتو تقريباً ما عرفتوش بعض غير من وقت قصير، ودا احسن ليكم انتو اللي الاتنين.
تعرفي يا شذى، انا جيه في تفكيري ان موضوع النزيف ده بيتكرر ليكي كتير نتيجة خوفك منه، يعني عشان فرق السن بينكم و كده.
لم تجيبها بالحقيقة حتماَ، التفت للنافذة تنظر منها و اومئت برائسها.