كانت هذه الحاجة مجيدة، التي همت واقفة من بين النساء، ترحب بأبناها وصديقة.
احنو رؤسهم وغضو بصرهم تأدباً، في حضرة النساء، ليلقي مالك عليهن السلام بصوتٍ رخيم…
السلام عليكم جميعاً
بادلوه النساء التحية، وعلت الزغاريط معلنين عن سرورهم لزيجته، ليوقفه صوت الحاجه أمنه…
تلك السيدة ذات الوجه البشوش، التي تقابلت معهم هو و هي، في اول ليلة لهم سوياً في صلاة الفجر.
استنى يا واد يا دكتور ماتجريش انت و صاحبك، تعالي سلم عليا عشان اباركلك يا حبيبي.
التفت اليهن و وقف مكانه، دون أن يرفع رأسه، لتجذبه والدته من يده، هامسه له.
الحاجة مجيدة : تعالي يا مغلبني، شوف بقى هتقول للحاجة امنه لاء ازاي.
توقف عن السير مندهشاً، نظر اليها برجاء الا تكون حكت سيرة زوجته بين النساء…
وقبل ان يسأل وجد الحاجة أمنه تتكأ على عصاها و تقف أمامه.
ولو اني باركت لك قبل كده، بس لما عرفت بليلتك، قولت اني لازم اجي واباركلك انت وعروستك الجميلة.
مالك مردداً بنبرة متحشرجة: الله يبارك فيكي يا حاجة أمنه، وهبلغ شذي بمبركتك حاضر.
الحاجه أمنه طالبه: عايزة ابارك ليها بنفسي يا مالك، اظن مش هاتكسفني ولا هتزعلني زي مانت مزعل امها كده.
رفع رأسه ليري خالته الجالسة بمكانها مرتسمه علي وجهها الحزن…
تنهد بقلة حيلة و همس: وماله يا أمي اتفضلي حضرتك اطلعك ليها…
الحاجة أمنه بمكر : هههههههه يا ريت مانت عارف اني مش بقدر اطلع السلم، ثم همست له، وبعدين لو هي مانزلتش كل الحريم دول هيبقو فوق في اوضتك، وانا بصراحه مارضش بكده، يلا روح هاتها مادخلش حد غريب
أوضة نومك، ربنا يجنبك شر عيون الناس يا بني.
مالك بغيظ: انا مراتي منتقبه يا حاجة أمنه ومش هتبقى فرجه لحد.
الحاجة امنه: وماله يا حبيبي، واحنا نوعدك نقابها مش هيترفع من عليها، بس يلا بقي فرحها وفرحنا احنا كمان.