❈-❈-❈
جلس منتظرها بالخارج بعد أن اهانها تلك الإهانة التي لا تغتفر، و ارتدي ملابسه وترجل وهو يمسك بيده ادناء و حجاب الرأس ونقاب للوجه، القاهم لها أمرها بأن تجهز اشيائها وترتديهم وتتتبعه سريعاً.
بعد غضون بضعة دقائق، اتاته منحنية الرأس دموعها تغرق ذلك النقاب الذي حجب عنه رؤية وجهها الجميل.
وبرغم تلك الوخزة التي تملكت قلبه، الا انه وقف كجبل من جليد يكمل اوامره لها.
-اسمعي انتي هاتروحي تقعدي مع امك في الحسين، هانفضل متجوزين شهر،
في الشهر ده هافتعل اي خناقات معاكي ، هازعق ليكي على اتفه سبب، لحد ما امك هي اللي تطلب اني اطلقك.
شذي بصوت متحشرج لكن اكتسبت نبرة الشجاعه والاعتلاء
-والله متشكرة اوي لزوقك وكرم اخلائك، بس انا بقى اللى رافضة عرضك ده، و بقولك من دلوقتي اهو انا عايزة
اطلق.
في لمح البصر كان ممسكاً بعضضها، رافعاً نقابها من علي وجهها، هامساً لها بصوتٍ مرعب.
-مش بمزاجك يا مدام، انتي مش في محل قبول او رفض، وانا اذا كنت بعمل كده فاده عشان خاطر خالتي بس
مش اكتر، اتفضلي قدامي يلا.
❈-❈-❈
في تمام العاشرة كان يقف أمام منزل ابيه العتيق، والذي ازهله انفراج بابه في هذه الساعه المبكرة.
مالك ملتفتاً اليها
-على ما يبدو إن الحجة مجيدة بدئت التحضيرات لليلة من بدري،
ثم رمقها بنظرة ساخرة.
-ادخلي يا عروسة، يا صاحبة الصون و العفاف
تنحي لها جانباً لتسبقه للداخل.