هتف الصغير المشاغب، و هو يراقبهم من علي حافة الاريكة.
-ماتزعلهاش يا عمو، دي كتافها حلوة و بيضة.
بعفوية رفع كتفي جلبابها عليها وضمها اليه، يداريها من عين ذلك اللعين المشاكس، صارخاً فيه.
-ولاااا احترم نفسك يا حيوان
ضحكو الصغار سوياً، ومد هو خطاه للداخل.
❈-❈-❈
التفت يدها حول خصره متمسكه به جيداً ، لتستنشق عبيره، تشبع رأتيها و تملئهم برائحة عطره.
ولج بها إلى داخل غرفتهم، و فك حصار يدها من حولها، و اذا به يغلق الباب و يثبتها خلفه، وقف امامها بكل شموخ
واضعاً يديه في جيب جاكته.
-مش عارفة انا عايز ايه يا شذى، دانا طول الوقت مافيش على لساني غير كلمة واحده الحقيقة، اتكلمي عايز الحقيقة، ليه كل الخوف ده، ومين دول اللي هيقتلوكي لو شافوكي هناك.
ألقت بنفسها داخل حضنه، لفت يدها بتملك مره اخرى حول خصره، غمرت وجهها في صدره و همست:
-كل اللي قولته ليك هو الحقيقة، و مافيش حاجة تانيه مخبياها عنك يا حبيبي.
اخذ نفساً عميقاً مستنشقاً نسيم شعرها الاخاذ داخل صدره، متصنعاً الجمود هامساً لها.
-كدابه ودا عيب تاني فيكي، ماقلهوش مالك الصغير، و مكالمتك مع مامتك، و خوفك من انك تروحي اسكندرية، ده كله وراه حاجات كتير هعرفها منك، أو من غيرك يا شذى،
ليدفشها من أمامه على الفراش، و يفتح الباب أمراً لها…
-ارفعي كتافك دي وغطى نفسك يا هانم، و اوعي تفكري اني زي اللي كنتي تعرفيهم قبل كده ممكن اجري ورا شهواتي.
جلست على الفراش تشهق وتبكي بصوت مرتفع، لقد اذلها بكلماته، رفض حبها و ربما يكون كرهها.
كان عليها إن تحرس في كلماتها اكثر من ذلك، حتى لا تزيد الافكار في رأسه، يا لها من متسرعه غبية تعيسه.