فتحت عيناها، شعرت بألم مبرح يسري بين كل ثنايا جسدها، العرق يمطر وجهها.
مهلاً هذا ليس بعرق! انها مياه مثلجة، تقطر من تلك المنشفة الصغيرة الموضوعه على جبهتها.
و قبل ان تفتح عيناها استمعت الي صوته القوي، يأتي الي اذنيها من اعلى رأسها، ليقابله صوت انثوي ملتصق بها مباشرةً.
مالك و هو يرشق سن الحقنه في زجاجة المحلول
-كان المفروض تكون فاقت دلوقتي، مش راضية تفوق ليه.
رانيا و هي تبدل المنشفة المبللة
-اصبر شوية يا مالك، اهي الحمد لله حرارتها نزلت، والعلاج بدء يعمل مفعول في جسمها.
مالك و هو يتحسس جبهتها
-المهم النزيف ده يقف بقى،
حين شعرت بأقترابه فرت دمعه من إحدى عيناها على وجنتها، و فتحتها ببطئ.
ليجففها لها بأبهامه سريعاً، و هو يجسو بجانب وجهها، قبل أن تلاحظها صديقته.
مالك بهدوء
-شذي انتي سمعاني، خلاص فوقتي، ماتخفيش انتي بقيتي كويسة.
قابلت هدوئه و لمسة أصبعه بسيل وفير يفيض من بحرها.
شذي و هي تهز رأسها بالنفي
-لأ انا مش كويسة، و انت السبب.
سيبتني لوحدي ليه، ازاي جالك قلب تقعدني في الضلمة طول الليل كده!!
مالك و هو يبرر موقفه، لكن تحول هدوءه الي جمود
-اكيد ماكنتش اقصد حاجه زي دي، انا نسيت اصلاً ارفع مفاتيح الكهربا.
شذي ببكاء حار
-انا اتصلت بيك كتير، و بعت ليك رسايل، و اعتذرتلك، و انت حتى مافكرتش ترد عليا مره واحده، و لا تقرأ راسايلي ليك.
مالك بهجوم، و صوت مرتفع
-انا من ساعة ما وصلت المستشفى امبارح، و انا قافل موبايلي لاني انشغلت في كذا عمليه، و انتي عارفه انا سيبتك و نزلت ليه.
تدخلت رانيا بالحديث المحتد بينهم محاولة تهدئتهم، و هي تساعدها على الاعتدال حتى تجلس قليلاً.
-استهدو بالله يا جماعه، و الله دي بينها عين و صابتكم، انتو اكيد اتحسدتو.
انزلق الغطاء من عليها قليلاً، و التفتت الي رانيا، ثم نظرت امامها بعين دامعه، وشهقات عاليه كعادتها، لترى نفسها في مرأة السراحه كبيرة الحجم.
لتتفاجئ بأنها قد بدلت ملابسها، الي منامه شتوية ثقيلة، و شعرها ملموم بأكمله كذيل حصان عربي جميل و كثيف جداً.
استدارت بوجهها لرنيا بخجل، متمنيه الا يكون هو من فعلها