اخذ الحارس الحقائب واتجه بهم داخل المبنى، وفتح هو بابها، و انحني بجزعه نحو الصندوق الأمامي المقابل لها، ثم فتحه وجلب منه دفتر ورقي وقلم، و استدار اليها و هو يعتدل و همس لها.
-يلا انزلي عشان نطلع بيتك يا عروسه..
وقف يدون بعض الطلبات، وتركها جاحظة العينين تحاول أن تستوعب ما قاله لها.
-خد يا بني الورقة دي، و هاتلي كل الطلبات اللي فيها، من السوبر ماركت.
اطاعه الحارس، و اخذ تلك الورقة و ذهب.
و حينها شعرت بقبضة من حديد، تضغط علي كفها الصغير، و تجذبها للخارج.
-يلا قولتلك انزلي، و لا ناوية تباتي في العربية.
شعرت برجفة تسري في جسدها، و هي تقف بجانبه.
حتى اغلق السيارة، و سحبها خلفه بخطي سريعة، لداخل البرج السكني.
تكاد ان تتعركل قدميها، و هي تحاول أن تلحق بخطاه.
شذي بهمس
-بلاش يا ابيه، انا مش عايزة اقعد هنا.
مالك و هو يزجها داخل المصعد بجمود :
-من اللحظه دي مافيش حاجه هاتمشي بمزاجك يا شذى، خلاص اللي انا هاعوزه هنا هو اللي هيحصل، وانتي مش مطلوب منك غير الطاعه.
ادخليييي….
❈-❈-❈
كانت عيناها معلقة بالشاشة الرقمية الماكنه في أعلى المصعد، تعد الأرقام التي تنير بها.
كلما توقف المصعد في دور من الأدوار، عيانها تنهمر بسيل الدموع بغزارة، صوت انينها يقوي و يعلو
كلما زاد عدد الارتفاع، شعرت بالابتعاد عن الارض بمسافة كبيرة.
ليصيح بها بعين كالجمر.
-كفاية بقى صوتك العالي ده، عايزه تعيطي عيطي براحتك بس مش لازم تصرخي كده.
شذي بصراخ باكي
-انا بخاف من الأدوار العالية، و مش حابه اقعد هنا، لو سمحت رجعني بقى وكفاية لحد كده.
توقف المصعد في الدور الخامس عشر، انفتح بابه أخيراً ليفعل كالسابق، و يجذبها خارجه بقوه مثلما ادخلها، وهو
يسحبها خلفه مثل الشاه.
مالك معنفاً اياها
-خلاص يا شذي، لقد سبق السيف العزل.
توقف عند باب معين، فتح بابه بمفتاحه الخاص، و اذا به يدفعها بداخله برعونه، و ينفض يدها من يده بقوه.
حمل هو الحقائب المتروكه بالخارج، دلف مغلقاً الباب من خلفه متجهاً للداخل، متخطيها بلا مبالاه و هو يستهزء بها، و يلقي عليها بعض الكلمات اللازعة.
-يلا اتفضلي قومي مش عايزة تاخدي حريتك، اظن مافيش مكان احسن من كده تاخدي حريتك فيه!
يلا مستنية ايه، قدامك شقة طويله عريضه مساحتها ١٥٠ متر، اتفضلي اقلعي لبسك كله