– نشرب شاااااي بالنعناع..
وفي غصون دقائق كان كلاهم يجلس على الطاولة بجانب الشرفة يحتسون مشروبهم معًا بإستمتاع كبير مع مراقبتهم لهطول المطر المُتساقط على الأرض في جو ربيعي مُمتع ومُبهج للكثير. ظلت ” مـريـم ” شارده مع
سقوط المطر متناسيه أمر ذلك الجالس قبالها يتابع كل تقاسيمها وحركاتها وكأنها مادة علمية عليه بإستذكارها جيدًا حتى لا يرسُب بها مفكره في كل حرف تفوه به معها منذ لحظات وكيف لامس حديثه قلبها حقًا..؟
أيعقل بأن هناك أحد على هذا الكوكب بعد يُثبت محبته بأفعاله..؟!
هي دومًا ما تُحب الأفعال وتشعر بصدقها بفعل المجهود المُبذل خلالها لكنها لم تتوقع يومًا بأن هناك إناسًا يحرسون على إثبات محبتهم وصدق مشاعرهم بالأفعال؛ فهذه أشياء قد يفتقد لها جيل كامل وليس أشخاصًا بالعنية..؟!
تشعر بالإنبهار إلا أن إنبهارها لم يكن لشخصه بل لحديثه ومدىٰ صدقه وملامسته لحاجتها بالفعل. فأخرجها من شرودها نبرته الهادئة الهامسه لها بدفء على عكس السقيع الذي يحتويها ويحتوي الأرض بأكملها.
-مكنتش أعرف أنك بتحبي الشاي بالنعناع أوي كده لدرجة أنك من ساعة ما قعدتي ومسكتي كوباية الشاي في
إيديكي وأنتي في دُنيا تانية..؟!
” مـريـم ” وهي تنظر للكوب بيديها.
– عندك حق أنا فعلًا بحب الشاي بالنعناع جدًا..
الشاي ده My Best Friend صديقي المُقرب تخيل كده لو قاعد مكتئب وزعلان وتلاقي الدُنيا بتمطر وفي إيدك
فنجان شاي سوري سوري قصدي كوباية شاي هتكون عايز إيه تاني من الدُنيا ههههه..؟! قالتها بإبتسامة صافية وهي ترفع كوب الشاي بيديها مؤكده على حديثها بدعابة فتمتم ” سـلـيـم ” بمرح هو الآخر.
– الموضوع شكله كبير..
ثم أضاف بتوضيح وإبتسامته الهادئة تُزين ثغرة.
– بمناسبة فنجان الشاي والكوباية فأنا حابب أقولك أني بحب أشرب الشاي في كوباية مش فنجان بستمتع بيه أكتر كده..