( ٨ ) – لُـقَّـىٰ –
” أصـالـة ” بنبرة رحيمه.
– سـلـيـم لو أنت فاكر أن الإنتقام هيطفي نارك يبقا أنت غلطان..
الإنتقام عامل زيّ البنزين بالظبط..
تبقا الدُنيا ولعة نار فتحسب أن دلق المايه هيطفيها لكن كل ما هتدلق مايه هتلاقي النار بتزيد وبتمسك فيك أكتر
عشان ده بنزين مش مايه..
” سـلـيـم ” وهو ينظر بداخل أعين والدته بحيرة ودهشة من أمرها.
– أنتي إزاي كده..؟!
فكرر حديثه ثانيًا بدهشة أكبر.
– أنتي إزاي قوية كده يا ماما..؟!
” أصـالـة ” بصلابة تعهدها جيدًا.
– أحنا مش بنعرف قد إيه إحنا أقويا غير لما بيتخلى عنا اللي كنا مسنودين بيهم يا سـلـيـم..
وأنا الدُنيا كلها أتخلت عني، فكان لازم ابقا قوية عشا أقدر أعيش فيها..
ثم تابعت وهي تلتمس بإبخاسها بشرته بحنان.
– قوتي دي كنت باخدها منك أنت..
وأنت صغير لما كنت بحس الدُنيا قفلت بيبانها في وشي كنت بجري على حضنك اللي كان دايمًا مفتوحلي..
دايمًا الولاد بياخدوا الأمان والحنان من أهاليهم بس أنا باخد الأمان منك أنت وبطمن وأنت جمبي..
فهمست له بقهرة بعدما سقطت دمعة حارقة من عيناها اليسرىٰ بألم ولا تزال تضع كفها على وجنته بحب وحنان كبيران.
– أنا كنت مفكره أبوك عوضي من الدُنيا بس طلعت غلطانة..
أنا الدُنيا عوضتني بيك أنت عن كل اللي أخدته مني وكل الناس اللي خذلوني في حياتي..
أنت رحمة ربنا ليا يا سـلـيـم ونعمته اللي هفضل عمري كله أحمده وأشكره عليها لأنك سبب حياتي..
عايزني بعد ده كله أرميك بإيدي للتهلكه وأخسرك حياتك وآخرتك..
أنت عارف يعني إيه تنتقم من أبوك وعقابك إيه عند ربنا..؟!
” سـلـيـم ” بأسوداد.