وتتعشي معايا زيّ عادتك..
أنك تخاصميني ومتقعديش معايا على سفرة واحدة ده أكبر عقاب في حياتي ممكن اتعاقبه..
أرجوكي يا أمي متقسيش عليا أكتر من كده لأن القسوة عمرها ما كانت ليكي في يوم..
” أصـالـة ” وهي تعتدل في جلستها وأعينها حبيسة الدمع بتأثر لحديث إبنها وحبيبها الأوحد والمفاز الوحيد لها بحياتها التي أكتسبته من الدُنيا عنوة بعدما مدت يديها تُمسح بأناملها عبراته بحزن.
– أنا مش زعلانة منك يا سـلـيـم أنا زعلانة عليك يا حبيبي..
أنا خايفة عليك لتمشي في سكة مفيش فيها رجوع ساعتها يا سـلـيـم هتبقا خسرت كل حاجة بجد..
مفيش أصعب على الأم من أنها تشوف إبنها بيتعذب ومفيش في إيديها حاجة تريحه بيها..
ثم أضافت بدموع.
– أنا حاولت عُمري كله أستقوىٰ بيك لحد ما وصلت لسن كان لازم تعرف فيه حقيقة اللي حصل وإزاي إسمك على إسم بابا مش إسم باباك زيّ أي طفل عادي في سنك..
كنت بين نارين بين أني اسيبك عايش عُمرك كله مخدوع ومش عارفة إزاي كنت هعمل كده وبين أني أصارحك عشان ده حقك..
بس في الحالتين كنت خايفة عليك وعلى صدمتك لتخليك تعمل حاجة عمرك ما أتخيلت أنك تعملها..
فتابعت بوجع أكبر.
-لكن اللي خوفت منه حصل واللي عشت عُمري كله خايفة منه أديني عايشة فيه أهووو..
أنا أستحملت حاجات كتيره أوي السنين اللي فاتت يمكن شلت فوق طاقتي وإستيعابي وأتحملت اللي مفيش بشر ممكن يتحمله بس معنديش إستعداد أخسرك ولا هتحمل أشوف فيك أي وجع..
” سـلـيـم ” بوجع حقيقي عمد إلى إخفائه عن والدته إلا أن ” أصـالـة ” تعلم مقدارة جيدًا.
– أنا قوي طول ما أنتي معايا يا صـولا..