فنظر له ” سـلـيـم ” بتركيز وتابع بإهتمام كبير.
– تحت أمرك يا جدي في كل اللي تؤمر بيه..
” مُـراد ” متداركًا للموقف برزانة.
– بابا مش قصده طلبات يا سـلـيـم..
بابا قصده إزاي هنقرأ الفاتحة وتتخطبوا من غير وجود والدتك وأختك..؟!
” سـلـيـم ” وهو يُعاود إرتشاق الماء من جديد محاولًا عدم التأثر وإظهار ثقته بقدر الإمكان.
– حضرتك عارف يا جدي أن والدتي وأختي خارج مصر ومن الصعب النزول دلوقتي..
فلو حضرتك تحب إحنا ممكن نقرأ الفاتحة دلوقتي ونأجل الخطوبة والشبكة لحد ما والدتي تنزل مصر بعد شهرين..
ثم أضاف بنبرة مدروسه متقنه.
– متتصورش حضرتك والدتي فرحانة إزاي وحبت مـريـم قد إيه من كلامي عنها..؟!
أن شاء اللّٰه هتنزل مصر قريب وتتقابلوا بيها..
هاااا حضرتك قولت إيه يا جدي..؟! قالها وهو ينظر إليه بترقب شديد وإنتظار لردت فعله.
فنظر ” عـابـد ” إلى ” مُـراد ” محاولًا التعامل مع الموقف وإستشارة صغيره دون أن يلاحظ أحد؛ فأوما له ” مُـراد ” برأسه بتهذب ومن ثم تابع ” عـابـد ” وهو يهز رأسه بتفكير.
– على خيرة اللّٰه يا ولاد..
نقرأ الفاتحة دلوقتي والشبكة والخطوبة لما والدتك وأختك يرجعوا بالسلامة..
فإبتسم بسعادة فها هو قد نجح مُخططه وأخيرًا وإكتملت المهمة على أكمل وجه. وبالفعل بدء الجميع في قراءة سورة الفاتحة وهم يرفعون كفوفهم أمام وجههم والإبتسامة تعلو وجه كلٍ منهم.