– يبقا على بركة اللّٰه..
قومي يا شـهـيـرة يا بنتي نادي بنتك خاليها تيجي عاوزها..
” شـهـيـرة ” بتهذب وإبتسامتها العريضة تلوح على شفتيها بسعادة كبيرة.
– أكيد..
وبالفعل غابت للحظات ومن ثم عادت وهي تمسك بيديها صغيرتها التي تنظر إلى الأرض بخجل غير قادره على رفع نظراتها إلى وجه الحضور وعلى وجه الخصوص ” سـلـيـم ” الذي ينتفض قلبها بين أضلعها بمجرد ما أن تقع عيناها عليه. فهتف بها الجد بدعابه ونبرة ذات مغزىٰ وهو يتابع كل حركة ونفس يصدر عنها.
– تعالي يا مـريـوم يا حبيبتي..
تعالي أقعدي جمب عريسك هنا..
” مـريـم ” لا رد ولكنها تُريد لو أن الأرض تنشق إلى نصفين وتبتلعها بداخلها حتى تمر تلك اللحظات بسلام.
” شـهـيـرة ” بسعادة ونبرة مداعبة.
– شوف يا بابا مـريـم مكسوفة إزاي..؟!
ثم أضافت موجهه حديثها إلى” مـريـم ” وهي تزج بها إلى جوار ” سـلـيـم ” بسعادة.
– روحي جمب عريسك يلااااااا..
فإقتربت ” مـريـم ” من ” سـلـيـم ” الذي مد كفه إليها بإبتسامة واسعة أذابتها ذوبًا في حبه. فمدت إليه كفها بدورها بحب وحياء يكسوها من أعلى رأسها حتى أخمص قدميها. وبمجرد ما أن لامست يداه كفوفها الناعمة حتى شعر
وكأن هناك صاعق كهربائي قد ضرب به وجعله بمعزل عن الناس جميعًا.
لأول مرة بحياته يشعر بمثل هذا الشعور.
لأول مرة بحياته يشعر بإهتزاز قلبه داخل صدره بشدة كتلك اللحظة.