لماذا يرىٰ به شبابه وصباه وطفولته وأجمل أيام مضت من عمره..؟!
لماذا يُريد أن يراه دومًا وكأن قلبه قد تعلق به دون أن يعرفه حتى..؟!
لماذا يتمنى لو كان ذلك الشاب وُلده..؟!
لا يعلم لماذا لم يرد اللّٰه له بإن يكون له ذكرىٰ بتلك الحياة التي سيرحل عنها كما جاء دون أن يكن له خليل أو ونيس أو حتى يترك من بعده ذكرة يتذكره الأهل والأحباب من خلالها وبالرغم من ذلك فهو راضٍ بحكمة ربه ورزقه بالحياة..؟!
فالحياة أرزاق وهو يعلم بإن رزقه لم يُقدر له هذه المرة إلا أنه لايزال يشعر بالرضا عما قسمه اللّٰه له. وهو لا يُنكر حقًا بإن ” مـريـم ” قد عوضته كثيرًا عن حرمانه من تلك النعمة إلا أنه يُريد إلى درجة يصعب معها العيش في أن يستمع إلى كلمة ( بـابـا ) ولو لمرة واحدة تروي بها جفاف قلبه وحنينه لأبوته ومشاعر كثيرة مما حُرم منها..؟!
وأعلى الأريكة يجلس ” سـلـيـم ” الباسم بسعادة زائفة إلا أنها تحمل ولو قدرًا بسيطًا من الصدق فها هو مُخططه يسير كالسكين بالزبد تمامًا وكأن الجميع كِـ ” دُمىٰ الماريونيت ” يرقصون على إيقاعه ورغبته هو فقط. مما جعله يشعر بالفخر بحاله وما وصل له بفضل تخطيطه المُسبق ودراسته لجوانب الموضوع بعناية فائقة. لكن هناك