ظل الأوضاع التي تمر بها العائلة بتلك الفترة لذلك عندما علمت من إبنتها بطلب ” سـلـيـم ” لخطبتها لم تستغرق ولو لثانية واحدة للموافقة على حديثها. فهي تُريد وبشدة الإطمئنان عليها تحديدًا لأن الحياة القادمة غير مضمونة بالنسبة لعائلتهم وهي حالها كحال أي أم لا تُريد لإبنتهاء العناء والشقاء فهي حقًا تشفق عليها من حياتهم القادمة
وما تخفيه الأيام لهم.
وإذا تحدثنا عن ” مُـراد ” فحالته كانت مبهمة لا يستطيع أحد إستشفاف ما يدور بخلده. فكان يجلس على المقعد الآخر إلى أمام ” سـلـيـم ” وهو ينظر إليه نظرات عجز الأخير عن تفسيرها. فكان ” مُـراد ” باسمًا تضحك عيناه له دون شفتاه مما آثار تعجب ” سـلـيـم ” وبشدة فكيف لعيناه أن تبتسم له دون أن تنفرج شفتيه ولو بنصف إبتسامة تظهر
على محياه. فكان ” مُـراد ” ينظر له وبداخله الآلاف من الأفكار والمشاعر المتخبطه.
ينظر إليه نظره تمني..!
يشعر بحديث قلبه الحائر دون هوادة يُحادثه بإن هناك رباط قوي يربطه به.
لثاني مرة منذ أن تقابل معه يشعر بمثل هذا الشعور يجتاحه وبقوة دون رحمة بحالته.
يُفكر لماذا يشعر به إلى هذا الحد..؟!
لماذا يخفق له قلبه كلما وقعت عيناه عليه وشاهده..؟!