ستكونين أنتِِ الشجرة..
وسأعلِّقُ عليكِ أُمنياتي ودَعواتي وقناديلَ دموعي..
ثم تابع وهو يتمسك بمنديل الطاولة ملوحًا به وكأنه يرقص الدبكة اللُبنانية بمرح.
– كُلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي..
حبيبتي..
حبيبتي..
فأضاف بولع وفكاهه وهو يهز رأسه بسعادة يمينًا ويسارًا وكأنه يتمايل بها.
– آاااااه أموووووت أنا في الإنفلات الأمني..
” أصـالـة ” وهي تلكمه على يديه بخفة.
– اتلم يا نـوح ولم الدور أحسنلك وبلاش تكسفها كل شوية..
” سـلـيـم ” وهو يكبح ضحكاته بصعوبة بالغة.
– اللّٰه عليك يا نوح نوح وأنت حنين..
مبتضيعش فرصة أنت تفليريت فيها..
” أصـالـة ” بحزم وهي تهم بالرحيل دون أن تكترث بوجود ” سـلـيـم ” وحديثه.
– أنا هشرب القهوة في الجنينة خلص وإلحقني يا نـوح..! قالتها ومن ثم رحلت إلى الخارج دون أن تنظر إلى
صغيرها ولو لنظرة واحدة. فشعر ” سـلـيـم ” وكأن قلبه ينشطر إلى شطرين من شدة ألمه عند تجاهل والدته له.
” نـوح ” وهو ينظر له مضيقًا عيناه متابعًا بحكمة.
– زعلان وموجوع أنها مبتكلمكش مش كده..؟!
” سـلـيـم ” بحزن.
– أنا بعمل كل ده عشان خاطرها يا نـوح وعشان أرد لينا كرامتنا اللي أداس عليها من سنين..
أنا مغلطتش صدقني..
أنتم ليه كلكم مُصرين تشفوني غلطان..؟!