ثم تسرسلت في حديثها بفخر وهي توجه حديثها إلى ” سـلـيـم ” بحماس.
– أقدملك يا سـلـيـم جدو حبيبي عـابـد نـجـم الـديـن نور حياتي، وقلبي، والبيت، والدُنيا كلها وصاحب إمبراطورية نـجـم الـديـن لتجارة الأغذية..
للحظة شعر وكأن الزمان قد توقف به عند لحظة نطقها لكلمة ( جـدو ) وبأن الورود أعلىٰ يدايه أصبحت كالأشواك التي تُشكشكه دون رحمة.
يا اللّٰه كم تمنىٰ وبشدة لنطق مثل هذه الكلمة..؟!
كم تمنىٰ أن يراه وينعم بدفء إحضانه كمثلها..؟!
لوهلة شعر وكأنه نسخة مكبره عنه وتأكد في لحظتها بإن شموخه وكبريائه إنما هما إرثته عن أبيه وجده.
لوهلة شعر بمشاعر حنين جارفة تحتويه جعلته يُريد لو بإمكانه قطع المسافة التي هي بينهم وزج ما بإيديه إلى
أقرب مقعد والركض لأحضانه لينعم به بحلاوة اللحظة ونعيمها.
ليشعر بدفء أحضانه ولأول مرة بحياته.
لأول مرة يتناسىٰ الزمان والمكان من حوله وينجرف مع عواطفه بمثل هذه الطريقة ومثل هذا الموقف.
فإبتلع لعابه بصعوبة بالغة وكأنه مخلوط بالعلقم المُرَّ وهتف بإبتسامة جاهد في إظهارها ليُغطي بها على علقم حياته وهو يُحيَّي ” عـابـد ” بتهذب وتقدير.
– أهلًا بحضرتك يا عـابـد بيه أتشرفت جدًا بمعرفة حضرتك خصوصًا أن كان نفسي أقابلك ومتشوق جدًا عشان أشوف حضرتك من كلام مـريـم عنك..
” عـابـد ” وهو يستند على عصاه ليهب واقفًا والإبتسامة العريضة لحديثه لاتزال مرسومه على وجهه.