بعدما أستمع إلى صوت زمور السيارة معلنًا عن وصول ذلك الـ ” سـلـيـم ” الذي يوخزه قلبه بقوة عند إقترابه منه أو حينما يُذكر إسمه أمامه. فأسرع إلى شرفة غرفته يطل من خلالها فإذا به يجد ” سـلـيـم ” وهو يترجل من سيارته ببدلته السوداء وقميصه الأسود الفحمي الذي أضاف إلى طلته أناقة وجاذبية كبيرة. فإبتسم ” مُـراد ” بتحسر ومن
ثم هتف محدثًا حاله بألم ومرارة حقيقية.
– لو كنت في زمن غير الزمن ودُنيا تانية غير الدُنيا دي كان زماني ليا إبن دلوقتي زيّك بالظبط..
كنت هسميه سـلـيـم على إسمك وكان هيبقا ضهري وسندي في الدُنيا..
كان هيشلني في أزمتي وأوقاتي الصعبة وكان زمانه شايل عني حمل الأيام دي ومهون عليا كتير فيها..
يمكن لو كنت أنت إبني يا سـلـيـم كان زمان حاجات كتير أوي في حياتي إختلفت..
بس في الأول وفي الآخر ده نصيب وأنا رضيت باللي ربنا قسمهولي..
فأغمض عيناه بألم يعتصرهما بوجع أكبر من طاقته وقدرته على إستيعابه بكثير بعدما زفر بإنكسار واضح على أنفاسه.
– الحمدللّٰه أنا راضي يارب..
الحمدللّٰه..! قالها ومن ثم مسح على وجهه بهدوء محاولًا التحكم في انفعالاته وإعادة هندام نفسه ومن ثم هبط إلى
الأسفل لإستقباله على أكمل وجه. فهو الآن ضيفهم ويُحظىٰ بمكانة كبيرة بقلوبهم بعدما فعله مع ” مـريـم ” طيلة اليوم وإصراره على إيصالهم إلى المنزل بعد خروجهم من المشفىٰ منذ ساعات مضت. فهم بهبوط درجات السلم لكنه توقف حينما شعر بأن هناك شيئًا ينتقصه فنظر إلى معصمه فلم يجد ساعته؛ فخبط على جبهته بكفه في