دمائه إلا أن بذرته لم تُزرع بيها يومًا.
لأول مرة بحياته يشعر باليُتم الآن.
لأول مرة بحياته يُدرك الآن مدىٰ حاجته لوالده ولأحضانه هذه التي يمنحها لآخرىٰ غيره.
يُغار نعم يُغار وبشدة..!
يُغار من مكوسها بين ذراعيه ومن محبته لها..!
يُغار من إقتران إسمها بإسمه وأبوته لها الكاذبة..!
يُغار من محبتها له وخوفها الزائد عليه الذي حُرم منه ومن إظهاره له..!
نيراااااان بداخله..!
نيراااااان تُحرق معها الأخضر واليابس كما يُقال..!
ليته يعلم بشاعه ما يشعر به الآن وحجم النيران الحارقة التي تركها بداخل صدره تُحرقه دون رحمة..؟!
ليته يعلم كيف زلزل كيانه بمجرد ما أن وقعت عيناه عليه ورآىٰ صورته ملموسة على أرض الواقع وسمع نبرة صوته لأول مرة الدافئة، الحانية عليها..؟!
ليته يعلم كم تمنىٰ لو كان بإمكانه أن يرتمي بداخل أحضانه مجهشًا في بكاءًا مريرًا يحكي ويحكي له مدىٰ قساوة
الحياة بدونه..؟!
ليته يعلم كم من مرةٍ تخيل حاله مع والده يُدلله ويتمتع برفقته بنعيم الأسرة والدفء الذي لم يعرف له مذاق إلا بداخل أحضان والدته..؟!
إذا كانت كراهيته له في الأول تفوق حجم البر والبحر فأن كراهيته له الآن قد فاقت حجم السماء والأرض معًا أضعافًا وأضعافًا مضاعفة..!
فإذا كان قد كرهه من قبل لما فعله بوالدته وحرمانه من إثبات نسبه وأبوتخ فالآن كراهيته له لحرمانه من كل هذا الحنان والدفء الذي يراهم أمامه عيناه..؟!
وإذا كان قد شعر بالندم لثانية على كل ما إقترفه بحقه فما سيفعله معه الآن سيفوق كل ذلك بآميال..؟!
فاق من شروده هذا على صوت ” مـريـم ” وهي تهتف بإسمه برقه قائلة.
– أونكل مُـراد أحب أعرفك بـِـ سـلـيـم..
سـلـيـم ريـاض صاحب سلسلة المطاعم اللي أنا مسؤلة عن ديكوراتها في مصر..