دلفت زمزم الي المنزل برفقة سيلين …تركتها سيلين وذهبت نحو عمها فهي تحبه كثيرا رغم أنها غاضبة منه مما فعله بزمزم لكن بالتأكيد يوجد لديه سبب..
رفعت قدمها حتي تصعد الدرج نحو غرفتها عندما صدح صوت والدها …
_ مش عاوزة تشوفي وشي للدرجادي يا زمزم؟؟..
اخذت نفسا عميقا والتفتت حتي تخرج ولو قليلا مما تحمله بداخلها تجاهه..
_ حضرتك قعدت اكتر من سنة مختفي…تقريبا سنتين من يوم ما لبست عروسة..مسألتش عليك ولا افتكرتك اصلا..وده يخلي وجود حضرتك دلوقتي زي عدمه…
لم يحيد بعينيه عنها يريد ارجاع زمزم الرقيقة التي تنتقي كلماتها بعناية حتي لا تجرح احد …
_يعني ايه؟؟..
ابتسمت ابتسامة صفراء قاسية واردفت بصوت هادئ..
_ يعني حضرتك بالنسبالي ضيف…صاحب ابويا اللي قاعد ده..غير كده لا..
قالتها مشيرة إلي عمها الذي ادمعت عيناه بلحظة وهو يتذكر ما مضي …
كان وقاص وسيلين ووالدتهم يتابعون الموقف بذهول …لكن وقاص كان يتابعه بصدمة وذهول شديدين ..فقد استطاع الان وببضعة كلمات بسيطة معرفة ما حدث بالماضي بين عمه وابنته من خلال كلمتين فقط تفوهت بهم زمزم..
“لما كنت لابسة عروسة”…زمزم لم تكن تريده..لم يدق قلبها له يوما…حتي انها لم تتمني الزواج منه لاعاقتها..والدها أجبرها بطريقة ما….
**************
تذرع الغرفة ذهابا وايابا …منذ اخر مشاداة بينهم بوقت الغداء وحتي الان..الساعة تشير الان الي الثانية صباحا…
التقطت هاتفها حتي تعاود الاتصال به مرة أخري لربما يجيبها..
فتح الهاتف بعد قليل …لم تعرف من الذي ضغط زر الايجاب فلم يصلها صوتا واضحا بالهاتف …
ادمعت عيناها وقبضت على الهاتف بيدها عندما استمعت إلى تلك الحرباء ضرتها وهي تقول بميوعة…
_ كنت عارفة انك هتجيلي يا حياتي..انت اصلك متفق معايا من بدري…ربنا يخليك ليا يا بودي ..تعيش وتفرحني يا حبيبي..
عقبال م تطلق الارشانة مراتك ديه ..
لم تستمع الي صوته لكنها تعلم جيدا أن عابد لا يترك هاتفه مهما حدث …اغلقت الهاتف ورمته أرضا ودموعها تسقط من عينيها …
باليوم التالي استيقظت تمارا علي صوت ضجة بالغرفة فتحت عيناها وتفاجأت بوجوده ..لم تعطه اهتمام ووضعت الغطاء علي رأسها..