ثم نظرت للمرآة وإبتسمت للقطة وقالت :لم أعد أعرف نفسي
ردّت عليها :هيا نواصل الطريق بعد قليل وجدت الفارس الثاني فأعطاها صندوقا كان فيه حذاء من الجلد اللماع ومجوهرات فرمت الحذاء المثقوب ووضعت الجديد
واختارت ما راق لها من قلائد وخواتم فتزينت بها وواصلت الطريق وقد إشتدت دهشتها أكثر
ثمّ صادفتها شجرة البرتقال و أعطتها كحلا وعطرا وسلة غلال وقالت :لقد نفذت وعدي وإعلمي أننا جئناك لأجل معروفك معنا والإنسان يحصد ما يزرع
فإن زرعت برا حصدت خيرا وهذا الدهليز كان في ما مضى أعظم ممالك الجن فأفسدوا في الأرض حتى جاء اليوم الذي عاقبهم فيه الله ولم يبق من قومنا إلا نحن وفقط الناس الطيبون يمكنهم رؤيتنا
تجولت عيشة بقية اليوم في آثار مملكة الجن وأعجبتها النقوش على الأعمدة الحجرية
قالت: لما أخرج سأطرّز مثلها عل الحرير
ثم دخلت أحد البيوت ونامت وفي الصباح وجدت طبقا فيه كل ما تشتهيه النفس من الطعام فأكلت حتى شبعت
ولمّا حلّ مساء اليوم الثّالث جلست قرب باب الدّهليز تنتظر قدوم أحد لإخراجها .