وفرحت عيشة بها الكلام الجميل ونسيت تعبها وحزنها واصلت طريقها للبيت
في غيابها لم تدع امرأة أبيها فرصة إلا وشتمتها وقالت ولا بد أن تعلمها الأدب وتكف عن تدليلها وفرحت لما رأت صياد السمك يتوعد عيشة ويقول لن أعطيها شيئا وحصّتها من الهدايا والملابس ستكون من نصيب إبتتك
لما دخات عيشة سألها أبوها لماذا تأخرت ألم يكفيك إفساد طعاميوالآن تتركيني دون ماء روت له ما حدث في الطريق فصاح وما يهمك من أمر الفرسان والأشجار سنرى هل ينفعك أحد لما تقضين ثلاثة أيام في الدهليز المظلم
والآن ضعي ملابس قديمة وإنزعي الذّهب من أذنيك فأنت لا تستحقين شيئا
إستغربت البنت من ثورة أبيها وعرفت أن زوجته اللئيمة كادت لها فشرعت في البكاء لكن قلب صياد السّمك أصبح قاسيا ولم يرحمها وبعد دقائق أصبحت عيشة كالمتسوّلة بثوب مهترئ وحذاء مثقوب ودفعها أبوها في ظهرها داخل الدهليز وأغلق الباب ورائها بالمفتاح
أحست عيشة بالخوف فلقد كان المكان رطبا ومظلما فإنزوت في ركن وبدأت تبكي وسالت دموعها غزيرة على الأرض وقالت يا ربي ماذا فعلت من شر لأستحق