كان الفتى يستمع بدهشة ،وقال : لقد كنت مغفلّا ،وقسوت على تلك البنت هيا بنا نذهب إليها ،ولمّا إنهض من فراشه نظر حوله، لكن الجارية اختفت ، وقال في نفسه : ما أغرب ما رأيت ، ثم غطى رأسه بعمامة كبيرة، وركب جواده ،وسار إلى كوخ الغولة .وحين وصل ،طرق الباب، فخرجت له عيشة ،وطلب منها أن تسامحه على غلظته ،فلقد خدعته تلك اللئيمة .
أجابت : لقد عانيت منها ،قال الأمير لن تزعجك بعد الآن ،فهي في سرداب ،و لن تخرج منه ،بعد ما فعلته بي ،وخلع العمامة ،لم تتمالك عيشة نفسها من الضحك ،وقالت :كلّ من يظلمني يعاقبه الله ،فلتعلم ذلك ،لكني أسامحك ،وأخرجت من جيبها حشائش غلتها في الماء ،وقالت: إشرب ،وسيزول السحر ،وما كاد يرشف الأمير من القدح حتى رجعت أذناه كما كانتا .
ففرح، وقال : الأسبوع المقبل موعد عرسنا لا تنسين ذلك !!! ردّت البنت مازال هناك شيئ يجب أن أقوم به ،ثم ذهبت إلى أبيها ،وقالت له :في نفس اليوم الذي أتزوج فيه أريدك أن تتزوج من الغولة ،رد عليها :ويحك يا إبنتي، ألم تجدي إمرأة غيرها، إبتسمت عيشة، وقالت: لن تندم يا أبي ،و حتما ستشكرني !!!أجاب : سأفعل وأمري لله ،ما دام هذا يسعدك ،وأرجو أن لا تأكلني لو أغضبتها يوما ما