هزّت القطة رأسها وأجابت : يبدو أنّ تلك اللعينة لم تفهم الدّرس، المرّة الفائتة ،أمّا الأمير فاتركه لي ، وسيجيئ لحدّ قدميك يطلب رضاك ،الآن هيا نامي ، فالصّباح أوشك على الطلوع . في الغد طلبت القطة من الغولة أن تصنع طبقا من الحلقوم بالفستق وماء الورد طيّب الرائحة. ثم أخذت عشبة ،ورمتها في القدر ،وقالت: السّحر لن يصيب إلا الأمير ،.
لمّا حضر الطّبق ،تنكرّت عيشة ،وذهبت للقصر، ولما سألها للحرس عن سبب مجيئها أخبرتهم أنها زوجة صيّاد السّمك ،وبما أنّ إبن السلطان يحب الحلقوم فإنها اجاءته بهدية . لمّا رأى الأمير الطبق إشتهى أن يأكل منه ،وكالعادة جاء الطباخ ،وتذوّق قطعة ،ثمّ قال : والله لم أذق في حياتي أطيب منه طعما ،ثم أكل الأمير ،حتى شبع لكن في المساء أصبحت أذناه طويلتان مثل الأرنب،فإختفى في حجرته، ولم يعد يخرج منها ،وأمر بزوجة الصّياد وابنتها فجائوا بهما ،وضربهم العبيد بقسوة ،ورموهما في سرداب مظلم مليئ بالخنافس عقابا لهما .
وفي أحد الليالي أخذت القطة شكل جارية جميلة ،ولمّا فتح الأمير عينيه وجدها أمامه ،فصاح : من أنت ؟ ومن سمح لك بالدّخول ؟ أجابته: ما حلّ بك ،هو جزاء من الله على ظلمك بنيّة يتيمة ،فعيشة تحبّك ،وتلك الغولة تعتبرها إبنتها ،و لقد تغيّر طبعها ،وأصبحت مثلكم ،أمّا رأيته في الدّهليز هو من كيد زوجة أبيها !!! وإعلم أيّها الأمير أنّ بنات ملوك البحر والجنّ هن صديقات عيشة، وهي الوحيدة التي بإمكانك أن ترفع عنك السّحر .