لمّا خرج ،قال له العبد: تعال سلّم على سيّدك !!! ولمّا رأى السّلطان واقفا أمامه، اعتقد أنه جاء لجمع الضّرائب ،فأخرج صرّة من المال ،وقال له: أعذرني يا مولاي أنّي تأخرت في الدّفع ،ضحك السّلطان ،وقال:
لم أجئ لأخذ مالك بل لخطبة ابنتك عيشة ،إحتار الرّجل ،وقال : لقد اختفت في الغابة . ولا أعرف مكانها !!! أجاب السّلطان: لا تقلق ،إنها معي في الهودج ،ثمّ ناداها ،وقال: تعالي يا عيشة ،جاءت البنت إلى أبيها ،وهي في أحلى زينة ،فعانقها ،وقال: كيف تذهبين وتتركينني ؟ أجابت: سأخبرك بكل شيئ فيما بعد ،لا بد أن نتكلم ،قال: بالطبع، لكن لنقود أوّلا ضيوفنا إلى الداّخل ،ونقدّم لهم شيئا يأكلونه، ويشربونه
.يتتبع
دخل السّلطان وإبنه والغولة ،وجلسوا ،ثمّ قال لهم الصّياد: سأشوي لكم سمكا طازجا ،وستنضج إمرأتي خبز الشّعير والمرق على الحطب ،أمّا عيشة ستقدم لكم شراب الورد !!! لمّا سمعت زوجة الأب بالحكاية، أحسّت بالحقد، وأظلمت الدنيا في عينيها، وقالت :كلّ مرة أطردها ،ترجع منتصرة ،لا أعرف ما الذي عليّ فعله للقضاء عليها ؟ لمّا حضر الطعام أكل الجميع ،وانبسطوا ،وسرّ السلطان لهذه الضّيافة ،وقال : سأطلب من طباخي أن يعدّ لي مثل طعامكم فلقد كان مذاقه جيدا .