جلست البنت أمام باب الدّار ،وأخذت قميصا من الحرير وزينته بأحد بالزخارف التي رأتها في مملكة الجن ،وفي المساء نادت الغولة ،وأرتها القميص الذي طرزته فإندهشت ،وقالت :لم أر في حياتي شيئا أجمل من ذلك سنكسب كثيرا من بيع شغلك ،وسننشأ مزرعة صغيرة قرب الدار .كانت الغولة تجمع كل أسبوع ما تطرزه البنت ،وتنزل إلى السّوق لتبيعه ،وسرعان ما أصبح التجار يتنافسون على بضاعتها ويشترونها بأغلى الأثمان.
ذات يوم كان إبن السلطان يتجول في السوق ورأى ذلك الشّغل في يدها، فتذكر القطعة في البحر ،إقترب من الغولةوسلم عليها ، وسألها هل إبنتك هي من صنع هذه الأشياء الجميلة ؟،تردّدت قليلا ،وأجابته: نعم يا مولاي وهي في خدمتك،قال لها :أريد أن أراها ،حاولت الغولة أن تتهرب ، وقالت له إنها ليست جميلة ،لكنه أصرّ،فلم تجد بدا من إستدعائه إلى دارها ،وهي تبالغ في إخفاء وجهها ،ولما وصلت إلى الكوخ ،صاحت: تعالي يا عيشة، أحدهم يريد رؤيتك !!!
جاءت البنت تجري، ولما رأت الأمير واقفا ،ويحيط به الحرس غطت رأسها بقطعة الحرير التي في يدها ،فتعجّب الجميع من جمالها وحيائها ،وقال الأمير كنت متأكدا أن الأيادي التي عملت كل ذلك لا بد أن تكون صاحبتها جميلة !!!: سيأتي أبي لخطبتك من أمّك فلقد أمضيت أياما طويلة أحلم بك حتى وجدتك ،ستكونين أميرة قلبي وأعطي أمّك ما تشترطه من مهر …