فهمت عيشة أنّ تلك المرأة غولة ،و تريد أن تأكلها ،ففكّرت قليلا ،ثم قالت لها : كما ترين فأنا بنت صغيرة أعاني من الجوع ،ولا أنفع لطعامك ،لكن أمنحك صرّة فيها جواهر، تشترين بها قطيعا كاملا من الثيران والكباش ،وسأساعدك في عولة القديد، والكسكسي ،والزّيتون المملح !!!
لمّا سمعت المرأة ذلك لوّحت بسكينها ،وقالت: إرمي الصّرة، وإياك أن تحاولين خداعي ،وإلا دققت عظامك !!! أخرجت عيشة الصرّة، ورمتها لها ،ولمّا فتحتها ظهر السرورفي عينيها ،وقالت من أين حصلت على كلّ هذا المال أيتها الماكرة ؟ أجابتها : فكّي وثاق الأول، وسأروي كل شيئ . لم تشأ عيشة أن تبوح لها بسرّ السّمكة ،وأخبرتها أنها تطرز الحرير بخيوط الذهب والعدس الملون، وتبيعه في السوق للأعيان ،و الزخارف التي تقوم بها بديعة جدا لا يوجد لها نظير إلا عند الجن .
قالت المرأة : مدهش ،والآن هيا بنا نشتري طعامنا ،ونعد عولتنا ،أعرف ضيعة قريبة كنت أسرق منها ،لكن صاحبها ملأها بالكلاب وقطع رزقي ،أمّا اليوم سأدفع لذلك اللعين ثمن ما آخذه ،وسينقل كلّ شيئ حتى باب الكوخ،أمّا نحن سنرتاح قليلا في الظلّ ..