جلست الفتاة في الظلام ،وفجأة رأت عشرات العيون الحمراء تحملق فيها ،أحست بالذعر ،فأشعلت عود حطب ،كان هناك جيش من الفئران الصغيرة هجمت عليها وأشبعتها عضا وقرصا ،بدات تجري وتصرخ ،وتحاول إبعادها عن وجهها ،لكنها قضمت أذنيها ،ولمّا توغّلت وسط الدهليز ،وجدت صندوفا من الفضة ،ففرحت ،وبمجرّد أن فتحته هجمت عليها الدّيدان والصّراصير، ودخلت في أثوابها وفمها ،وأخذت تتخبط وتضرب نفسها، ثمّ واصلت الجري ،حتى تعبت، ووقفت وهي تلهث .
نظرت حولها فرأت جرة ماء بارد ،فأخذتها وشربت، وبعد لحظات بدأ بولها يسيل على ساقيها، ولم تعد قادرة أن تتحكّم فيه،صرخت، وواصلت الجري ،فصادفها صندوق مليئا بعطر الزّهر البرّي ،ولمّا فتحت أحد القوارير ،فاح شذاها في الدهليز ،فقالت :سأصب على نفسي شيئا منه، فحالتي أصبحت شديدة السوء !!! لكن بعد قليل أصبحت تفوح منها رائحة العفن ،أمسكت أنفها ،ورجعت إلى مدخل الدهليز ،وأخذت تطرق الباب بشدة، وهي تصيح بأعلى صوتها .